الملحق الثقافي – ترجمة: د. ثائر زين الدين:
حبٌّ حتى النهاية
نظر في عينيها
مُلتَقطاً النور الذي يخبو.
لم يستطع إعادة الحياةِ إليها:
ما من خلودٍ في هذا العالم.
كانت نظرته مشرقة بالحبّ
حتى في ساعة الموت.
سأل… أراد…
ساومَ القدر.
وفي النظرة ثمَّةَ ضباب …
لحظة، وبصيص أمل.
نسيان، وهذيان، وخداع،
والروح تخومٌ حدوديّة.
ضياءُ النجوم – يتلألأُ عنبراً
وينعكس في حلم يتلاشى.
تهمس الشفاه: «سأموت.
انظر، الملاك، نزل إلي؟ «
نظر في عينيها
مُلتَقطاً النور الذي يخبو.
لم يستطع إعادة الحياةِ إليها:
ما من خلودٍ في هذا العالم.
يومض الضوء للحظة، ينطفئُ النور،
لكأنّه غروب الشمس.
التنهد الأخير، مثل زغبٍ …
في الحياة كثيرٌ من المصائب والخسران.
تضطربُ دقّات القلب بشكّل محموم.
والدموع على الخدّ …
ما من حياةٍ بدون فراق –
يضغطُ الصرخةَ في قبضته.
انطفأتِ النظرةُ-وأعتمتْ.
حتى في ساعةِ الموت…
حاولَ… أرادَ…
ساوم القدر.
إلى أطفال سورية الشهداء
طوتِ الملائكةُ أجنحتها.
ملتصقة بألواح الجرانيت!
والحجارةُ تصرخ بيأس.
النجومُ تضيءُ كالمشاعل.
السماء تذرف الدموع،
مُتذكِّرةً رعبَ ما قبل الموت.
صقيعٌ في عيون الأطفال …
دفنتهم العواصف الرعدية.
الموتُ جدالٌ على الخلود.
الحياة لا تبدأ من البداية.
والأمل….؟لكن القوى ضعيفةٌ جدّاً.
والألم،أبديّ.
كيف يمكن تحمّل الخسران؟
نالت الحربُ من الأطفال!
فلن يروا الشيخوخة
لقد أقفلوا أمامهم أبواب الحياة.
القنابل لا تعرف الرحمة،
والحديد لا يعرف الشرف،
إنّهم جرد سلاح للانتقام
ولا عائق له إلّا العقل.
أيَّتها الطيورالسوداءالحاكمة
الخوف يزداد ويتسارع.
يومك الأخير قد اقترب،
والملاك دخل المطهر .
وميض في لحظة؛
قنبلة لا تعرف الشفقة
ولا عقاب لها على فعلَتها،
ببساطة هي جريمة البشر.
دعوا الأطفالَ إلى الحياة!
أرواحهم رغبت بهذا العالم
توسلوا إليهم بحبّهم
ولكنّهم ما عادوا فوق هذه الأرض!
طوت الملائكة أجنحتها.
ملتصقة بألواح الجرانيت!
والحجارة تصرخ بيأس،
والنجوم تضيء كالمشاعل.
من ذا الذي يحدِّد المصائر؟
الأبدية تذرف الدموع!
ما الإنسانيُّ فينا؟
إنّها أرواح الأطفال، يا إلهي!
أيّها الناس قولوا لي من أنتم؟
(……….)
وهذه ليلة أخرى من دونك،
كما لو أن الحياة تجمَّدت دون أمل:
فراغ، وصمت، ونحن بين
عالمين، نحبُّ بيأس.
يحلّ يوم ويمضي دونما أثر…
ويتزيّن المساء بالقلادة من جديد،
مُتصفِّحةً الكتب التي أُحبُّها،
أُجادِلهُ عن الحبّ أحياناً.
ينبغي أن نفهمَ الشعور بالوحدة:
إنّه ليس مرضاً، بل هبة،
نصل إليه على مهل،
ونبذل جهداً كبيراً في مقاومته.
وهذه ليلة أخرى من دونك…
الصمت يصبح فجأة جاذباً،
وكأنّه قاع المحيط في الحكاية:
حيثُ تضيء النجوم برقةٍ كالجواهر.
تصبحُ دقات القلب أشدَّ من فرقعة النار
التي تتوهّج في الموقد.
هل تدرك،الآن ولاحقاً،
أنَّ الحياة ستستمر،من تلقاء نفسها- وبدوني.
تستمر الحياة في ليالٍ لا تنتهي …
تطفو كصافرة باخرة …
كتيارٍ باردٍ يخترقُ
ثقوب النوافذ المتشققة.
وها هي ذي ليلةٌ أخرى في الصمت.
يصبحُ الانتظارعذاباً.
لا يتقبّلُ القلبُ الفراقَ:
شموعٌ، صورٌ، وخلاصٌ في النبيذ.
ينبغي أن نفهمَ الشعور بالوحدة:
إنّه ليس مرضاً، بل هبة،
نصل إليه على مهل،
ونبذل جهداً كبيراً في مقاومته.
ينبغي أن نفهمَ الشعور بالوحدة.
(…….)
إلى الشاعر السوري
ثائر زين الدين
هبةٌ عظيمة أن تكون صوت الروح،
مغنياًّ يحملُ الجمالَ إلى الحياة!
أنت تسرعُ لتقتسم مع الآخرينَ بصدقٍ،
عطاءات الحب، وكلمات النقاء.
بالقصائد، كما بالضوء، أنت قادرٌ
أن تملأ النفوس، البلدان، الكرة الأرضية،
وبدفءِ قلبك تدفئُ القلوبَ
يا ابن سورية وشاعرها الجميل.
قصائدك هي نور الكون الأبدي،
تحلِّقُ ولا تعرفُ حدوداً.
الأمل فيها: فجر ساطع،
وسحر يشعُّ من الصفحات المكتوبة.
يغنّي قلبٌ كبيرٌ عن الحب،
كاشفاً حقيقةَ الوجود.
ومحبّاً وطنك من كل روحك،
تكرِّمُ الناس بشعرك.
هبةٌ عظيمة أن تكون صوت الروح،
مغنياًّ يحملُ الجمالَ إلى الحياة!
أنت تسرعُ لتقتسم مع الآخرينَ بصدقٍ،
عطاءات الحب، وكلمات النقاء.
التاريخ: الثلاثاء1-3-2022
رقم العدد :1085