الملحق الثقافي – غسان شمة:
هل العالم قصاصة ورق في مهب الريح وفي زمن عز فيه الورق ؟!
ربما.. لكن الأكيد أن الورق يختلف عن بعضه بما يحمل من رؤى وأفكار في خضم عالم تتلاطم فيه رياح الدنيا في جهاتها الأربع المفتوحة على احتمالات لا تنتهي ..
بعض الأوراق تمضي معك حتى النهاية، ومنها الكتاب الأول الذي تقرأ، خارج منهاجك المطلوب، فقد يكون هو الغزال الذي تبقى آثاره في الروح والعقل طويلاً رغم أنك ستلتقي في مسيرة القراءة الكثير من الكتب التي تفوقه من حيث الغنى الفكري والمعرفي ومن حيث القدرة على التشويق والإثارة باعتبار ذلك كله من مهارات الصنعة التي تلعب دوراً في قرب الكتاب أو بعده عن روح القارئ الذي سرعان ما يذهب إلى اختيارات معينة تتناغم مع ذوقه وفكره..
كنا نستعير كتب المغامرات والألغاز التي رافقت أيام الطفولة وفتحت أمامنا حقول القراءة الواسعة، ففي حارتنا، في حي عتيق، كان هناك رجل عجوز في مكتبة متواضعة تتسم روحه بكثير من البساطة والتسامح معنا نحن الذين كنا نغص أحياناً ببضعة قروش لاستعارة كتاب .. أما القادرون فكانوا يشترون الكتب المحببة لهم، وبعضهم لم يكن يتأخر عن إعارة كتاب بعد أن يحكي لنا ما فيه ..!
كم من كتاب ترك أثراً كبيراً في أرواحنا، وربما فتح مغاليق قضية ما أمام عقولنا، أو أنار جانباً كان معتماً، وربما لعب دوراً في تغيير مسار حياة في لحظة شغف وانتظار لمثل هذا الضوء..
هل يستعيد البعض، بعد مرور زمن كبير، كتابه أو روايته الأولى وهل يستعيد تلك الرائحة الآسرة؟.
التاريخ: الثلاثاء1-3-2022
رقم العدد :1085