الثورة – عبير محمد:
عندما تستحيل الحياة مع زوجين متنافرين، وعندما يتحول المنزل الأسري لساحة معركة بين الأب والأم، وينعدم الحوار بينهما باختلاف وجهات النظر وقلة الاحترام فتزداد المشاحنات والمشكلات بشكل لافت، فلابد حينها من اللجوء للانفصال الذي يعتبر الحل الأمثل وخاصة في حال وجود أطفال، على الرغم من سلبيات الانفصال على الحياة الأسرية ولكنها تصبح قضية ضرورة ملحة عندما ينعدم التفاهم بين الطرفين.
يتأثر الطفل ويجد صعوبة في التعبير عن قلقه وشعوره ومدى حزنه وخوفه من الصوت العالي. فالشجار المستمر يضعف من مناعة الأطفال ويضطرب نومهم، فهذه المشاحنات المستمرة تؤدي لعواقب شديدة.
* مصلحة الأطفال هي العليا..
تعتبر المشاجرات اليومية عقبة حقيقية أمام التطور العقلي والعاطفي والاجتماعي للأطفال وفق الأبحاث والدراسات، حيث تخلق لديهم حالة من الفوضى الذهنية التي تشل حياتهم العاطفية وتعيق نموهم الاجتماعي الطبيعي الآمن.
إذ تختلف ردود أفعالهم كل حسب عمره حيث القلق والتعب بسبب التفكير سيؤثر عليهم، ويزداد شعورهم بالألم والأسى، وسيدركون حينها حجم الكارثة بأن والديهم سيتوقفان عن حبهم ورعايتهم.
* محاكم الأسرة..
أسوة بالدول المتقدمة، وفي حال حدوث الطلاق يتم التفاهم في الدرجة الأولى على الأطفال بما يكفل لهم حقهم في حياة مستقرة تؤمن لهم حالة نفسية هادئة وآمنة.
ومن ناحية الأمومة والأبوة، فإنه عندما ينفصل الأبوان المتشاجران، يسمح للأب أن يتعامل مع طفله من منطلق الأبوة، ما يسمح للطفل من التعامل مع الأب والتعلم منه والاستفادة في تطور شخصيته بعيداً عن المشاجرات العائلية، وتكفل لكلا الطرفين علاقة قوية وإيجابية.
فالدراسات التي أجريت على الأطفال الذين نشؤوا في ظروف الطلاق ستكون علاقاتهم المستقبلية أكثر عرضة للطلاق وذلك لافتقارهم للعادات الأسرية اليومية التي تقويهم وتشعرهم بالحب وتجاربهم العائلية معدومة بانعدام الآمان والثقة والحب والعلاقات الأسرية.