الثورة – حسين صقر :
كثيرة هي الكلمات التي تقال في المرأة ولا تعطيها حقها، ولاسيما التي تعرف مالها، وما عليها، والتي تدرك واجباتها قبل حقوقها.
وعشية اليوم العالمي للمرأة، نستذكر المرأة الأم والزوجة والأخت والابنة والصديقة وزميلة العمل، ولكل من هؤلاء خصوصيتها ودورها ومكانتها التي لا ينفع أن تتبادله مع أحد، ليبقى هذا اليوم من المناسبات العامة العالمية التي تستحق الاحتفال والاهتمام، وذلك لما للمرأة من أهمية كبيرة في المجتمع، كما أن لها دوراً مهماً في تكوين المجتمعات وبنائها.
إذاً فالكلمات كثيرة، ولكن مايفيها حقها قليل، لأنها مهما قيلت لا تعبر ولا تكافئ مجهودات المرأة العظيمة والكبيرة، مع أننا نجد أن الكثير قالوا عن المرأة أروع الكلمات وأبدعها، لأنها بالفعل تجمع بين القوة والجمال، لتحقيق الأهداف النبيلة والتي تستحق أن يتم تحقيقها لبناء مجتمعات بالشكل الصحيح.
و المرأة هي تلك القوة المتينة، وهي ليست النصف الأول من الأساس وحسب، بل الأساس كله، لأن تنشئتها للأولاد والمساهمة في تربيتهم ولاسيما في غياب الأب، يشكل حجر الزاوية والعمود الذي يقوم عليه البناء ككل، وهي لاتمتلك العواطف والمشاعر، بل تولدها لأنه لا حنان دونها ولاحب دونها ولا حضناً دافئاً.
والمرأة الناجحة حتى وإن لم تدخل المدارس والأكاديميات، فهي الطبيبة التي تخفف الأوجاع والآلام، وهي المعلمة والمربية التي تشرف على تربية أولادها وتسهر على راحتهم وتعلمهم معنى الحياة وقيمة الأشياء، وهي المهندسة التي ترتب لهم أمور حياتهم، وهي تلك الزهرة التي تشدو بالرائحة النفاذة القوية والتي تنشر عبير الألفة والمودة، وتلك الأصوات العذبة تحول الحياة من حولنا إلى حديقة يملؤها العبير.
أجمل ما قيل عن المرأة: إن المرأة التي تهز المهد بيمينها، تستطيع أن تهز العالم بيسارها، لأن المدركة منهن تعرف في دقيقة، ما لا يعرفه الرجل في حياته كلها.
فوراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة، ووراء كل سعيد من الرجال امرأة، فهي أجمل وأحلى هدية أهداها الله للرجل، فبقدر ما يكون لها تكون، وبقدر ما يكن لها يغرف من بحر عطائها، لأن العاقلة والتي تعرف واجباتها منهن كوكب يستنير به الرجل، ومن غيرها يعيش الرجل في الظلام.
و المرأة كالغصن الرطب في الأشجار، تميل مع الريح إلى كل جانب، ومع ذلك لا تنكسر في العاصفة أبداً، وهي أكبر وأهم مربية للرجل، فهي تعلمه الفضائل الجميلة، وأدب السلوك، ورقة الشعور.
في اليوم العالمي للمرأة وكل يوم، لا توجد جوهرة في العالم أكثر قيمة من امرأة تنزه نفسها مما يعاب، ومن المدهش أن تضحك المرأة متى تمكنت، ولكنها تبكي متى أرادت.
فالمرأة الصالحة أمنع الحصون، وكما يقال: إذا أردت قولاً فاسأل رجلاً، وإذا أردت فعلًا فاسأل امرأة.
إذا أردت أن تعرف رقي أمة بأسرها، فانظر إلى نسائها كيف تكنَّ.
أما عن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة فيتم الاحتفال به في الثامن من شهر آذار من كل عام، وذلك تقديراً لدورها العظيم بالمجتمع، حيث تم اعتماد اليوم العالمي للمرأة في عام 1977 م، وذلك من خلال منظمة الأمم المتحدة. وقد تم الدعوة للاحتفال بهذا من خلال نصرة لأعمال النساء الشجاعات ودورهن المتميز على مر التاريخ، وبصمتهن المشرفة في كل ركن من أركان المجتمع.
إنجازات ونجاحات كبرى حقّقتها المرأة بعد الحرب الطويلة التي خاضتها لانتزاع حقوقها من قبضة المجتمعات التي لا تؤمن بقدراتها! لكن للأسف ما زال هناك بعض السيّدات اللواتي يعانين لمجرّد أنّهنّ ولدن نساء، و على الرغم من ذلك لم يستسلمن، أما في سورية فقد حصلت المرأة على حقوقها ومازالت تستحق الكثير، وأثبتت جدارتها في كل الأماكن التي عملت بها، والمهام التي أوكلت إليها.