هل نحن أمام مأزق ثقافي؟

الملحق الثقافي – سمير حماد:

ماهذا الخلل الذي جعل المنطقة العربية تسير نحو مستقبل مشحون بالنزاعات والحروب والمعاناة والفاقة والفقر ؟ ماالذي جعلها تسقط في مستنقع التكفير والكراهية والحقد ؟
لماذا بات العرب يتعبون ويملون من كلّ شيء ، حتى من العلاقة مع بعضهم البعض؟ ماالذي جعل الفساد ،والسلوك العاري من الحكمة القيم والتمدّن يتحكّم بهم كلّ هذا التحكّم ؟
نحن في عصر الحداثة ، والعقل ، وبات من الطبيعي أن نقبل الآخر ، لكننا نصرُّ على إبعاد الآخر وإقصائه ، كم تحتاج هذه المسألة إلى مراجعة ودراسة وتمحيص ، لأن استمرارها يعني : الخروج من العصر ، والعودة إلى الكهوف أو ماقبل الحداثة ، والعودة الى الصحراء ، صحراء الجاهلية والتخلف والظلام ..
الجميع يعاني من مسألة قبول الآخر.

4.jpg

وكأن الجميع مقتنع أن قبول هذا الآخر ليس بالأمر الهيّن ، بل هو أمر مستحيل ،
أليس من الواجب علينا أن نواجه هذه المسألة بجدّية واحترام ومراعاة لمشاعر الآخرين ؟
تحاول كلّ فئة جهة ثقافية أن تفرض رأيها على المنابر كافة ، وتفرض ثقافتها المتّسمة أحياناً بالتطرف والعنف ،تفرض أسوأ ما لديها من موروث أخلاقي وديني ..
ما نعيشه اليوم وما نراه ، يقودنا بالتأكيد نحو منحدر سحيق ، ليس له علاقة بمنجزات العصر وتطوره التكنولوجي أو العلمي ، بل يجرّنا ويدفعنا نحو تراجع أخلاقي في كلّ المنطقة ، نستمر زاحفين نحو عالم تطبعه النزاعات والمشاكسات ، مشحون بالمرارة والمعاناة ، ومزيد من الظلم والقهر والتخلف والحرمان .
ليس المهم أن نعرف من نحن، بل الأهم أن نرفض ما نحن عليه الآن، أي أن نرفع دائماً راية التطور والتغيير، فمن خلال التطور والإصلاح، نعيد اختراع أنفسنا، ونرفض التفكير القديم، ولو اضطررنا لاستخدام تعابير قديمة، ولكن بمضامين جديدة، فلا يضير البناء الجديد، استخدام مايتاح له من حجارة قديمة، أو جديدة..
إن من الجرأة القول: إن المثقفين يتحملون قسطاً كبيراً من المسؤولية، لتقصيرهم أو عدم تمكنهم، من قيادة عملية الإصلاح والتغيير، وذلك لتخلفهم الفكري الذي ماأتاح لهم هذه القيادة، أو صياغة الأفكار، وتقديم البرامج لها، ولا حتى توقّع لحظة قيام هذا التطور والإصلاح، فالمأزق هو مأزق مثقفين ،لا ثقافة صنعها التاريخ أو صنعته، لكن بالمقابل هل المأزق، الذي نمرّ به، هو مأزق سياسي، ام مأزق ثقافي؟ومن منهما يهرب إلى، أو، من، الآخر ؟
ومن يسبق في عملية التطوير والإصلاح ؟ ولمن الريادة دائماً ؟ للسياسي أم للثقافي ؟ سؤال مربك ومحيّر، إذ لاتقدّم أو تغيير سياسي ، دون وعي ثقافي ، ولا يمكن للوعي الثقافي أن يتم ، دون حماية سياسية أو خطة سياسية ، ولا وجود لمؤسسات ثقافية دون رعاية وحماية.
رقم العدد : 1086 التاريخ: 8-3-2022

آخر الأخبار
بين الحقيقة والتزييف..الأمن العام السوري صمّام أمان الدولة الهوية لا تعرف الحدود... والدولة ترسّخها بالرعاية والمسؤولية  أهالٍ من نوى يؤكدون على الوحدة الوطنية ودعم الجيش والقيادة من مظاهرات الثورة السورية في باريس.. الدكتورة هنادي قوقو "الثائرة الرقيقة" الدفاع المدني يحمّل فصائل السويداء مسؤولية اختطاف حمزة العمارين: العمل الإنساني ليس هدفاً مشاعاً مظلوم عبدي: اتفاقنا مع دمشق خطوة محورية نحو الاستقرار وبناء جيش وطني جامع  " الخارجية " تُعلن عن زيارة وفد تقني إلى السودان لبحث أوضاع الجالية السورية " الخارجية" تطلق خدمات قنصلية مؤقتة للجالية في ليبيا بانتظار افتتاح السفارة الرسمية منظمات حقوقية تحذر: خطة لبنان لإعادة اللاجئين السوريين تُهدد بترحيل قسري جماعي  مبادرة الغاز الأذربيجاني إلى سوريا تحظى بإشادة أميركية وتأكيد قطري على دعم الاستقرار الخطوط الجوية التركية تعود إلى أجواء حلب بعد 13 عاماً من الانقطاع "غرف الزراعة":  آلية جديدة لتحديد أسعار الفروج الحي من الدواجن الوزير الشيباني: الجاليات السورية ركيزة لتعافي البلاد وتعزيز حضورها الخارجي تحسين واقع الشبكة الكهربائية في القنيطرة مركز صماد الصحي في درعا  بالخدمة محافظ حمص يدشّن مشروع إعادة تأهيل مشفى تدمر الوطني بتمويل من الدكتور موفق القداح البيت الأبيض يكشف نسب الرسوم الجمركية الجديدة على سوريا وخمس دول عربية ترحل القمامة والركام من شوارع طفس بدرعا انطلاق المرحلة الثانية من مشروع الطاقة القطري في سوريا: 800 ميغاواط إضافية لتعزيز الشبكة وتحسين التغ... العاهل الأردني يعيّن سفيان القضاة سفيراً فوق العادة لدى سوريا