الثورة – رفيق الكفيري:
إن جماهير شعبنا التي شعرت بالغبن جراء نكسة التجزئة وحل الوحدة بين البلدين الشقيقين سورية ومصر صممت على الحركة سريعا للتخلص من هذا الواقع المرير ورفضه, واستطاعت أن تفجر ثورة الثامن من آذار بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي , كتعبير عن تطلعاتها واستجابة لإرادتها من أجل القضاء على النظام الرجعي الانفصالي, ولتكون هذه الثورة في الوقت ذاته انطلاقة مستمرة لتغيير جذري رسمت من خلاله معالم الطريق الصحيح لبناء المجتمع العربي الاشتراكي الموحد, لهذا فقد مثل قيام ثورة آذار انتصارا لإرادة الأمة ومنعطفا في البناء الوطني, فثورة الثامن من آذار المجيدة شكلت محطة مهمة في تاريخ سورية المعاصر أسست لبناء نهضتها وتطورها وحققت لأبنائها مكاسب وإنجازات ضخمة في جميع المجالات العلمية والتعليمية والزراعية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وإذ تحتفل جماهير شعبنا هذه الأيام بالذكرى التاسعة والخمسين لانطلاقة الثورة فهي بذلك تؤكد مجدداً على عمق تمسكها بمبادئ البعث العظيم وبالإنجازات التي تحققت في العقود الخمسة الماضية، إن ما شهدته سورية من تحول نوعي بفضل منجزات الثورة و لاسيما بعد التصحيح الذي أرسى دعائم الدولة القوية في جميع المجالات والتي شكلت أحد عوامل الصمود الوطني الذي نقطف نتائجه الآن في مواجهة الحرب العدوانية الإرهابية التآمرية فيما يتحقق من انتصارات على مختلف الجغرافية السورية بفضل بطولات جيشنا العقائدي وتضحيات ودماء الشهداء وصمود الشعب السوري، وبعد 59 عاما من عمر الثورة وما تعرض له وطننا من حرب عدوانية ظالمة استهدفت البشر والحجر والثمر ، لم تستطع قوى الشر والبغي والعدوان ومن يدور في فلكها أن توقف مسيرة العطاء والانتصار المستمرة ، ومسيرة التصدي لمحاولات التفرقة والتجزئة والأفكار الظلامية سيبقى عنواناً لصمودنا حتى تطهير أرض الوطن من دنس الإرهاب.
واليوم نحن أحوج من أي وقت مضى أن نعمل على الحفاظ على منجزات ومكتسبات الثورة لأن ثورة آذار ولدت من رحم النضال اليومي للجماهير الكادحة ضد التخلف والجهل وهذه الجماهير ما زالت مؤمنة بهذا النهج العقائدي الذي استمد منه الوطن الصمود والتحدي فصاغ النصر بدماء الشهداء الأبرار ، والوقوف في خندق واحد مع جيشنا الباسل، ويدا بيد مع قائد الوطن لتحقيق النصر المؤزر على الإرهاب والإرهابيين على امتداد مساحة الوطن.