الثورة – طرطوس -تحقيق محمود إبراهيم:
ربما من الأجدر بك عزيزي المواطن عندما تعقد العزم على التجوال في أسواق طرطوس بحثاًعما يسد رمقك أنت وعائلتك بما يتناسب مع وريقاتك النقدية المحشورة في جيبك الأيمن أن تضع أيضاً في جيبك الأيسر منديلاً لتجفيف عرقك وظرفاً من دواء الضغط تحسباً للأسوء فما أنت مقبل على مشاهدته من لهيب في أسعار المواد التموينية سيفوق كل ما شاهدته وعاينته مسبقاً.
فواقع الأسواق الحالي جلي لا يحتاج توصيفه لتدقيق وتمحيص ارتفاع في أغلب أسعار المواد التموينية وفقدان بعضها الآخر.
البداية من الحبوب التي ارتفع سعرها خلال أيام ما بين 10% إلى 15% مثل العدس 6000 ليرة والفاصولياء 8000 ليرة والحمص 5000 ليرة، وارتفاع أيضاً في أسعار البرغل 4000 ليرة. بينما تجاوزت كل من أسعار الحلاوة والطحينية نسبة 15%، والسمون بأنواعها ارتفعت هي الأخرى مع شح في كمية العرض وتباين في أسعارها المرتفعة أصلاً بين تاجر وآخر.
أما الزيوت من زيت عباد الشمس والذرة والصويا فمعظم المحال خالية تماماً من هذه المادة ووجودها مقتصر فقط على الأرصفة والبسطات لأنواع وماركات مهربة مجهولة المصدر بأسعار مرتفعة 12500 ليرة لليتر الواحد.
“الثورة” وخلال لقائها العديد من أصحاب المحال التجارية التمست منهم مدى قلقهم وارتباكهم نتيجة التغيير المستمر غير المبرر حسب تعبيرهم في أسعار المواد التموينية وفقدان بعضها الآخر.
حيث رأى معظمهم أن هذا الوضع المتردي هو نتيجة مباشرة لجشع التجار الكبار وتجار الجملة بينما عزا بعضهم هذا الحال إلى الإشاعات التي تهدف في معظم الأحيان إلى تغييب المادة وأحتكارها أولاً ورفع سعرها ثانياً بعد توافرها، فالسوق تؤثر به الإشاعات و حتى على تصرف المستهلك البسيط، بينما لم يجد البعض الآخر حرجاً في توجيه الملامة والعتب بذلك إلى الجهات المعنية التي أعلنت عبر وسائل الإعلام المحلية عن إجراءات احترازية اقتصادية تحسباً لما قد يؤول إليه الوضع في أوكرانيا والتي وجد فيها ضعاف النفوس من التجار إيعازاً لهم باحتكار بعض المواد ورفع سعر بعضها والتي كان أولها زيت عباد الشمس والذرة.
سالم ناصر مدير فرع التجارة الداخلية وحماية المستهلك في طرطوس أكد أن المديرية تتابع حركة الأسواق بشكل مستمر من خلال دورياتها وخاصة على تجار الجملة وتقوم بكافة الإجراءات لمنع حالات التلاعب بالأسعار والاحتكار.
أما بالنسبة لفقدان مادة الزيت أوضح ناصر أن المادة غير متوافرة في السوق نتيجة الطلب الزائد عليها والتجارة الداخلية قامت بتوزيع 30 صندوقاً من الزيوت يومياً على التجار وأشرفت هي على بيعها بسعر 9500 ليرة، منوهاً بأن الزيوت مجهولة المصدر التي تباع على الأرصفة والبسطات ممنوعة ومصادرة من قبلنا، كاشفاً في الوقت ذاته أنه في الفترة القادمة هناك عقود لتزويد السورية للتجارة في طرطوس بكميات كبيرة من مادة الزيت وبالسعر المحدد.