الثورة – نيفين أحمد:
أشار عالم النفس فرويد “مؤسس مدرسة التحليل النفسي” بأن السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل تشكل حجر الأساس في تكوين شخصيته في المستقبل، كما أشار إليه”واطسون” (أعطني عشرة أطفال أعِدُ لك منهم ما تريد الطبيب والمعلم والمجرم ورجل الدين).
كما تلعب البيئة دوراً في تنشئته من خلالها تنتج أسرة متناغمة وتجعل الصداقة من الأبوين الصدر الحنون لأبنائهما فيعلمان بمشكلاتهما في وقت مبكر، ويتوجهان بالنصح وتسمع النصيحة ويمكنهما التدخل في الوقت المناسب.
* كيف يكون التواصل بيني وبين أبنائي؟
كثير من الآباء وحصراً الأمهات يقومون بالتركيز في التربية على المأكل والمشرب والتعليم دون الالتفات لتربية النفس والتي من أهم عواملها إقامة علاقة جيدة مع الأبناء.
اختصاصية علم النفس رشا خير بيك أكدت بأننا جميعاً نعاني من ضغوط العمل والحياة بين العمل والمنزل ولكن تنشئة طفل سليم نفسياً أهم من أي شيء آخر، وخاصة في ظل الظروف التي نمر بها، ولنصل إلى صحة نفسية جيدة لأبنائنا يجب الإنصات والتفهم لأنه مفتاح قلوبهم، وتعتبر ثمرة التواصل والصداقة الرائعة مع الابن لاسيما يعد التقرب منه والاهتمام بما يحب وما يكره أمر مهم ولكن دون دلال زائد.
ونوهت خير بيك إلى ضرورة توفير الأمان والدفء والحنان حيث تلعب دوراً كبيراً في تطور العلاقة الصحية بين الأبناء والآباء، وأكدت على تجنب التعامل بعدوانية مع الطفل لأنها تؤثر على طريقة تعامله وسلوكه.
واعتبرت بأن عدم الالتزام بأدب الحوار والذي قد يكون الآباء هم السبب الأول فيه بكثرة الانتقاد والسخرية وربما السباب أو الصراخ فيتعود الصغير على ذلك وعند المراهقة يبدأ الابن في الانفجار، لذا يجب الحفاظ على علاقة جيدة بين الأب والأم لما يعود بالنفع حيث يقلل من نسبة السلوكيات الخاطئة المحتملة للأبناء وتحافظ على أخلاقهم.
وتؤكد الاختصاصية خير بيك أن بناء العلاقة مع الأبناء لايأتي دون جهد ولكنه أمر يحتاج إلى تخطيط ووقت وجهد، وتبدأ العملية منذ الطفولة وكلما كبروا فإننا بحاجة للدخول إلى عالمهم وإعطاء الوقت لهم من خلال قضائه سوية، والقيام بمشاريع مشتركة، وهو ما يميز العلاقة بين الطرفين.