الثورة – يحيى موسى الشهابي:
لتحصيل حقوق المرأة في المساواة مع الرجل في كسب المال، عليها ان تكون قادرة على الحصول على عمل جيد يليق بها ويزيد من قدرتها على المشاركة في صنع القرار الاقتصادي بدءا من الاسرة وحتى مستويات أكبر فهي تحتاج الى عدة أمور من بينها تحصيل علمي أو مهني للولوج في سوق العمل بكفاءة.
من هنا كان قرار جمعية الاسراء للتنمية الاجتماعية بإنشاء مركز مهني للخياطة والتجميل والحاسوب لتأهيل العاطلات عن العمل وتنميتهم وتأمين العمل لهم.
وعلى هامش المعرض السنوي الحادي عشر الذي أقيم لعرض منتجات المتدربات اللواتي أنهين التدريب في الجمعية كانت القاءات التالية :
مسؤولة الأرشفة هبة الجاعوني تحدثت عن أن نشاطات الجمعية شملت عملين متلازمين هما التنموي والخيري .فالأشغال اليدوية والتطريز بأشكاله كما الكروشيه والخياطة وتصنيع الإكسسوارات إضافة لتعليم الحلاقة والتجميل كل ذلك يندرج في إطاره التنموي وذلك لزيادة كفاءات النساء وإقحامهن في سوق العمل لما لذلك من أهمية في مجالي التنمية الاقتصادية والاجتماعية لهن وللمجتمع على السواء .
أما في المجال الخيري فيشمل كفالات الأيتام والعائلات و توزيع الألبسة وتوزيع السلل الغذائية وإعارة الأجهزة الطبية وذلك للإسهام في حل الكثير من المشاكل و توفير الحد الأدنى من متطلبات الحياة الضرورية.. وأضافت بالقول: إن المعرض الحالي له عدة أهداف، اقتصادي تحقق من ريعه المتدربات مردوداً اقتصادياً يمكنهن من الاعتماد على النفس، و اجتماعي من خلال العمل تتشكل الصداقات مع الأشخاص الذين شاركوهن العمل والهواية ،ناهيك عن الراحة و الشعور بالاستقرار عندما يكون العمل جيداً فيقيهن من الكآبة التي يسببها العجز المادي كما أن العمل يعزز القيمة الذاتية.
سحر صالح مدربة الخياطة تحدثت عن مراحل التدريب بدءاً من كيفية إخراج المقاسات ثم سحب القوالب و التدريب على العمل على ماكينة الخياطة ثم القص وهكذا خطوة خطوة نحو التمكن، علماً بأن مخاوف المتدربات كانت في مراحل إنجاز القوالب ورسم الموديل وتصميمه إضافة إلى القص والرسم، ولتبديد هذه المخاوف نقدم مواد أولية مدورة في البداية ثم المواد الصالحة للبيع والعرض بعد أن تكون المتدربة قد تمكنت من العمل الذي يؤهلها من إنشاء عمل خاص فيما بعد.
نبال حلاوة ترى أن أهم أساسيات عمل الكروشيه والتطريز هو حب العمل وتذوق المتدربة للعمل واللون لأنَ هذا العمل يحتاج إلى ذوق و إتقان، وتضيف المدربة حلاوة أن المدخول المادي لها جيد لأن مجال العمل واسع بدءاً من الطاقية واللحشة إلى الجاكيت والبنطال و ليس آخره مفارش الطاولات والأسرة والجلايل و الاكسسوارات.. فجديدنا اليوم هو التطريز من التراث الفلسطيني على الجزادين والصواني والخيزران .
رنا كوارة مدربة الاكسسوارات ترى أن هذه الصنعة تضيف للمرأة جمالية وزينة وتعطيها الثقة ،كما أن تكاليفها بسيطة وسوق العمل له رواده ،فهناك العديد من أصحاب المحلات يتلقفون هذه البضاعة التي تشمل أقواس الشعر والأساور الخرز واللولو والطوق المطرز وهذا يتيح للمتدربة الحصول على ريع مادي جيد خاصة في فصل الصيف الذي له سوق وإقبال جيد.
إياد شحادة مسؤول الملف الطبي وعضو مجلس الإدارة يقول: الجمعية تسعى لتقديم الخدمات الصحية للمرضى من الفقراء والمحتاجين من خلال تقديم المساعدات المادية والتعاون مع الجهات ذات الاختصاصات الطبية المتاحة كما وتقوم بإعارة الأجهزة الطبية التي نعرضها اليوم مثل مولدة الاوكسجين وجهاز ماص المفرزات والأسرة الطبية وفرشة الهواء وأسطوانة الأوكسجين ووكر معدني وكراسي العجزة دون أي مقابل وقد استطعنا خلال جائحة كورونا تأمين ما طلب منا من الأجهزة من خلال طاقمنا الطبي داخل وخارج الدوام الرسمي وذلك حسب الإمكانيات المتاحة والمقدمة من اهل الخير .
*مع المتدربات :
العديد من المتدربات أشرن الى أن فرحتهن كبيرة مع كل قطعة صنعنها بأيديهن سواء كانت جاكيتا أم تنورة وبكل بلوزة معتبرين أن تمكين المرأة بهذه المهن الضرورية لكل عائلة تظهر قدرات كامنة ومواهب ناهيك عن أنها أساس مشاريع اقتصادية تعود بالفائدة المادية والمعنوية كما وأن صناعة بعض المنتجات الغذائية تغني تجربتهن وتضيف موردا ماديا في ظل إنشغال بعض النسوة في أعمالها .
أخيرا: تشكل هذه المعارض نقطة البداية للانطلاق نحو سوق العمل حيث تزور هذه المعارض بعض الفعاليات الاقتصادية والشعبية التي تجدها فرصة لاستقبال عمالة متدربة.