الثورة – تحقيق: جهاد الزعبي:
بدأت محافظة درعا بعقد الاجتماعات التحضيرية لتنسيق العمل لاستقبال موسم الحصاد والخضار الصيفية، وتوفير مقومات إنجاح الموسم، والوصول به لبر الأمان في ظل الظروف المناخية والاقتصادية الحالية.
والسؤال المطروح هنا في هذا السياق هل تتوفر في المحافظة المقومات المطلوبة للوصول إلى موسم زراعي ناجح وخاصة القمح نستطيع من خلاله دعم أمننا الغذائي..؟
* للفلاحين معاناة..
خلال لقاء “الثورة” مع بعض الفلاحين عبروا عن شكرهم لمحافظ درعا على تعاونه وحرصه على الموسم وخاصة القمح، ولكنهم أكدوا أن كميات المازوت الزراعي والكهرباء ليست بكافية، ويجب على وزارتي الكهرباء والنفط زيادة مخصصات المحافظة من طلبات المازوت الزراعي والكهرباء حتى نستطيع ري القمح.
وقال عضو اتحاد فلاحي درعا أحمد حجازي أن محافظ درعا متعاون بشكل كبيرة، ويبذل الجهود المتميزة لتوفير مستلزمات إنجاح موسم القمح والوصول به لبر الأمان عبر دعمه للفلاحين.
* تحضيرات مسبقة..
يقول مدير زراعة درعا المهندس “بسام الحشيش” إن محافظة درعا عقدت اجتماعاً تنسيقياً ضم جميع الجهات المعنية بالقطاع الزراعي وذلك برئاسة المهندس لؤي خريطة محافظ درعا وذلك لتكثيف الجهود نحو توفير مستلزمات العمل الزراعي والوصول لموسم ناجح.
*جهود متكاملة..
مبيناً أن توجيهات المحافظ كانت تتمحور حول تكامل الأعمال بين جميع القطاعات وحماية الموسم من الأضرار المحتملة، ووضع خطة لتوفير المازوت الزراعي والكهرباء لري القمح، وبالتالي تحسين الإنتاحية.
*لجان لحماية المحصول..
وأوضح “الحشيش” أن المحافظة والزراعة بالتنسيق والتعاون مع قيادة الشرطة ستقوم بمهام حماية محصول القمح والشعير عبر تشكيل لجان مكانية وقيامها بالمهام الموكلة إليها بالتوازي مع توفير التجهيزات والمعدات المطلوبة والطواقم لأداء العمل بجميع المناطق.
* الحبوب جاهزة..
مدير فرع الحبوب بدرعا المهندس “عصام الصياصنة” أوضح أن مؤسسة الحبوب جاهزة لشراء كامل محصول القمح عبر لجان الشراء، وقد تم خلال الفترات الماضية تحسين سعر شراء القمح من الفلاحين وتوفير الشوالات الخاصة بالتعبئة، ودفع الثمن بشكل سريع ودون أي تأخير.
مشدداً على أن المتاجرة بالقمح من قبل التجار أمر ليس بالصحيح، ويجب على الفلاحين بيع محصولهم لفرع الحبوب مباشرة.
* دعم القمح..
ولفت مدير فرع المحروقات المهندس نعيم الجبر إلى أن محافظ درعا المهندس لؤي خريطة رئيس لجنة المحروقات الفرعية اتخذ قراراً بتزويد مزارعي القمح بالمازوت الزراعي وبمعدل ثلاثة ليترات للدونم على دفعتين وذلك لإنجاح موسم القمح والحصول على إنتاجية جيدة من أجل توفير رغيف الخبز للمواطنين ودعم الأمن الغذائي الوطني.
*وعود للكهرباء..
وكشف مدير شركة كهرباء درعا المهندس “هاني المسالمة” أن محافظة درعا طلبت من وزارة الكهرباء زيادة مخصصاتها لزوم تشغيل الآبار الزراعية لري القمح، حيث أبدى الوزير استعداده لذلك، ونعمل حالياً لتنفيذ ذلك بالتنسيق مع المحافظة والزراعة بعد إحصاء الآبار التي تستخدم الكهرباء والمساحات المزروعة بالقمح.
* مخازين السدود..
مدير الاستثمار بمديرية الموارد المائية بدرعا المهندس “هاني عبد الله” قال إن مخازين السدود بالمحافظة ليست كما يجب، وتقارب الـ ٥٠%.
لافتاً إلى أن سدود المنطقة الغربية بالمحافظة والتي تتغذى من سيول القنيطرة مخازينها جيدة مثل سدود غدير البستان وتسيل بسبب كثرة الهاطل المطري بتلك المنطقة، أما سدود الشيخ وابطع ودرعا وعدوان وسحم وطفس، فنسبة التخزين فيها مقبولة ولكنها ليست كما هو مطلوب لري كامل الموسم الصيفي أو القمح.
* القمح بالأرقام..
تشير آخر إحصائية لمديرية زراعة درعا إلى أن مجموع المساحات المزروعة بالقمح وصلت هذا الموسم إلى ٩٣٣٠٠ هكتارا، منها ٨٢٤٠٠ هكتار مزروعة بالقمح البعل وبنسبة تنفيذ ١١٨%، والمروي ١٠٩٠٠ هكتار، وبنسبة تنفيذ ١٠٣ %.
حيث كانت محافظة درعا مصدرة للقمح، وتنتج في المواسم الخيرة نحو ١٢٠ ألف طن قمح سنوياً، ولكنها تراجعت بشكل كبير خلال سنوات الحرب العدوانية الظالمة على سورية، وأصبح إنتاجها بعد عام ٢٠١٢ يتراوح بين ٤٥ – ٦٠ ألف طن فقط، وهناك جهود كبيرة تبذلها الجهات المعنية لزيادة الإنتاجية والحفاظ على الموسم والعودة به كما كان قبل عام ٢٠١١.
* وأخيراً..
نجد أن محافظة درعا تسير بكل جهدها لتوفير مستلزمات نجاح الموسم الزراعي وخاصة القمح، والحصول على كميات جيدة من الإنتاج لدعم الأمن الغذائي الوطني وتوفير رغيف الخبز للمواطنين، ولكن هذا الأمر يحتاج لمزيد من الدعم المركزي عبر زيادة كميات المازوت والتيار الكهربائي لري القمح وإنقاذ الموسم.