من رأى واشنطن وهي تلطم على المنابر .. الدولة الأميركية العميقة والسطحية في تعليقها على زيارة السيد الرئيس بشار الأسد لدولة الإمارات العربية المتحدة تشعر بخيبة أمل وقلق عميقين ..لا يشبه الناطق باسم البيت الأبيض ببيانه على الزيارة سوى البيان المعتاد للأمين العام للأمم المتحدة وكأن واشنطن استعارت التصريحات من أدراج التعليقات الأممية المفلسة.
واشنطن تشعر بخيبة الأمل لعودة العلاقات العربية- العربية وخاصة العربية السورية، وهي التي سعت خلال عقد وأكثر من الزمن إلى تفتيت المنطقة ووضعها على حافة الانزلاق وزرع الإرهاب، وزجت مئات المليارات من الدولارات في جيوب (الخليفة والأمير والمرتزق والمعارض برأس دمية بخيوط خارجية) ثم تأتي دمشق وتتبختر على سجادة الانتصار الدبلوماسي والسياسي والاعتراف الإقليمي بأن سورية مركز الأمن القومي العربي وصمام أمان المنطقة
ألا يكفي ذلك لأن تشعر أميركا بخيبة الأمل وأكثر، ومشروعها في الشرق الأوسط الجديد الذي رقصت به كوندليزا رايس سقط على أبواب دمشق السبعة.. وهوت معه قطبية واشنطن الأحادية.
ينكمش الرئيس الأميركي جو بايدن على نفسه ويفزع في المشهد الممتد من أوكرانيا إلى سورية هناك على حدود أوروبا الشرقية، حيث تقص أصابع الناتو الممتدة إلى خاصرة روسيا.
وهنا في المنطقة تتأهب الدول لما يحدث وتردم الصدع الذي حفرت فيه واشنطن طويلاً وخاصة في الأرض العربية.
أكثر المشاهد لفتاً وبرهاناً على أفول القطبية الأحادية وأخلاق الحرية والديمقراطية الغربية أن تعرب واشنطن عن قلقها لعودة الأمن والسلام لسورية والمنطقة، وتعتريها الخيبة لأن السجادة الحمراء الدبلوماسية تتوسع بين الدول الأشقاء وهي التي زرعتها أي أميركا فتنة وإرهاباً وخطوطاً حمراء.. أكثر المشاهد لفتاً في واشنطن، أما أكثر فكاهة في خروج ما يسمى الائتلاف، ليطالب الإمارات بتصحيح سياستها ومراجعة تصرفاتها.. يتناسى دمى الائتلاف أن يتلمسوا رؤوسهم، فقد لا يجدون أنفسهم ويكونون عبارة عن أسطوانات وجدت من يشغلها في هذه المناسبة!.
البقعة الساخنة- عزة شتيوي