الثورة – محمود ديبو:
هو سؤال بات الأكثر إلحاحاً لدى الأهالي والسكان في حي المزة 86 بدمشق خاصة بعد النكسات المتتالية التي عاشوها خلال هذا الشتاء في واقع الكهرباء..
فإلى اليوم ونحن على أبواب فصل الربيع ورغم مرور شتاء كان قاسياً على الجميع بلا محروقات ولا كهرباء، فلا شيء واضحاً فيما يخص واقع خدمات الكهرباء في ذلك الحي الذي يقطن فيه أكثر من مليون ونصف المليون مواطن، وإلى اليوم الشكاوى مستمرة خاصة فيما يتعلق بالانقطاعات الطويلة والأعطال المتكررة وبطء استجابة الطوارئ في أكثر من حين..!!
ويتساءل المواطنون هل فعلاً عجزت حلول الأرض عن إيجاد مخرج لأزمة الكهرباء في الـ 86، إذ إن بعض الحارات تبقى عدة أيام بلا كهرباء رغم إبلاغ طوارئ الكهرباء..!!
وكثيراً ما يجري الحديث عن “خطوط ذهبية” في الحي تعبيراً عن أن بعض المناطق لها حظوة خاصة تميزها عن باقي المناطق بأن الكهرباء فيها تأتي لساعتين متواصلتين دون انقطاع وأحياناً أكثر فيما باقي المناطق تنقطع فيها الكهرباء عدة مرات خلال فترات الوصل لدرجة أن الكثير من الأسر تحتاج لأكثر من يوم حتى تحصل على وجبة غسيلها، بسبب تلك الانقطاعات خلال فترة الوصل.
وفي الأيام الأخيرة باتت الكهرباء بالكاد، وفي كثير من الحارات، تأتي حوالي 20 دقيقة في أحسن الأحوال لتغيب بعدها لساعات وساعات، فلم يعد هناك موعد محدد لوصلها.
وهذا الأمر يبدو أنه أتاح الفرصة لبعض القائمين على كهرباء الـ 86 بأن يغذوا مناطق محددة دون باقي المناطق في الحي وهذا ما أثار استياء الأهالي وأطلق استفساراتهم عن طبيعة الأعطال التي لاعلاج لها والتي أرهقتهم وعطلت أعمالهم المنزلية وحرمت الطلاب من ساعات دراسة كان الأجدى أن يزيدوا من تحصيلهم فيها..!!
فمثلاً حي الفاعور هناك خطان الأول تبقى الكهرباء فيه بشكل جيد خلال فترة الوصل دون انقطاع، فيما الخط الآخر بالكاد ينعم الأهالي ببضع دقائق، وفي منطقة طلعة صيدلية رنا ما يزال الأهالي من دون كهرباء لليوم الرابع على التوالي، وبحارة عين الكروم انقطع خط الكهرباء منذ ليل أمس وما تزال الكهرباء مقطوعة، وفي حارة أخرى ما تزال الكهرباء مقطوعة منذ الأمس أيضاً والأهالي من دون كهرباء، وهناك أمثلة كثيرة في كل حارة وشارع..!!
بعد كل هذا يعترف الجميع بأن الواقع الحالي ليس سهلاً خاصة فيما يتعلق بالكهرباء، لكن الانقطاعات المتكررة والطويلة هي التي دعت الأهالي للشكوى والاستفسار عن الأسباب التي حولت شتاءهم هذا العام إلى شتاء معتم وبارد رغم الخيرات التي عمت البلاد من ثلوج وأمطار..