تتسارع الأحداث، وتبدو ” الإمبراطورية الأميركية ” أقرب للاحتضار في ضوء هذا الانهيار المتسارع لأركانها وحواملها السياسية والعسكرية والاقتصادية التي حكمت بها العالم طيلة العقود الثلاث الماضية.
الولايات المتحدة ومن خلفها أتباعها الأوروبيون يعيشون حالة من التخبط والفوضى، والأهم أنهم يعيشون حالة من الصدمة والذهول بسبب التداعيات والارتدادات التي أفرزتها القرارات والإجراءات الروسية التي جاءت كرد على الإجراءات والعقوبات الأميركية والغربية التي بعيداً عن عدم شرعيتها وقانونيتها، بدت وكأنها مسمار في نعش امبراطورية الكذب والخداع والإرهاب.
أميركا حتى اللحظة لا تريد أن تفهم أو تستوعب أن زمن الهيمنة والتفرد والغطرسة، قد ولى إلى غير رجعة، وأن التحكم برقاب الدول ومصائر الشعوب بات أمراً مستحيلاً بعد صعود قوى كبرى إقليمية ودولية مؤثرة وفاعلة إلى المسرح الدولي – روسيا، الصين، إيران -، وبالتالي فإن عليها مقاربة هذا الأمر بكثيرمن الموضوعية، وإلا عليها تحمّل تبعات سياساتها الآحادية التي لم تجلب للعالم إلا الخراب والدمار والموت.
الهيستيريا الغربية والأميركية تواصل فصولها وفجورها بشتى الوسائل والسبل وبكافة الأشكال والصور، وهو ما يضع المشهد على مزيد الخيارات والمفاجآت التي قد تكون كارثية على الأميركي والاوروبي، لكن الأهم أن تلك الهيستيريا أصبحت تعكس حالة العجز التي وصلت إليها واشنطن وحلفاؤها الاوروبيون في مواجهة التقدّم الروسي نحو خلق مشهد ونظام دولي مختلف على أسس وقواعد جديدة، غير تلك التي تستشرس الولايات المتحدة اليوم لإبقائها ممسكة بمفاتيح العالم، ومتحكمة فيه إلى ما لانهاية، حتى تواصل نهبها خيراته وثرواته ومقدراته.
حدث وتعليق – فؤاد الوادي