الملحق الثقافي – ديب علي حسن:
الكلمة فعل بناء والبناء ليس مادياً فقط، بل هو متكامل معنوياً ومادياً، جناحان يجب أن يكونا معاً لجسد واحد على ألا يغلب أحدهما الآخر..
نعني بذلك العلوم التطبيقية التي هي أساس بناء الحضارة والعلوم الإنسانية التي هي حاملة القيم وبناء الوعي المعرفي.
العلوم الإنسانية التي تشكل أساس الفكر المنقذ في العالم كله محط اهتمام ومتابعة في التربية والاجتماع والفلسفة وعلم النفس.
وهي تشكل الحامل الأساس لدور المثقف في نشر الوعي، وبناء القيم وصون مسيرة البشرية، وربما علينا أن نذكر أن العالم ليس بالضرورة مثقفاً وإن كان قد بلغ الذرا في علومه.
وكما يقول سارتر..إن العالم النووي لن يكون حاملاً صفة مثقف إلا إذا اتخذ موقفاً واضحاً وأعلن مثلاً أن الذرة سلاح ذو حدين ..
وعلينا أن نكون في الجانب الإيجابي منها، ويجب أن يدافع عن ذلك..
من هنا يجب أن نذكر أن الغرب بكل ما قام به من رحلات واستكشاف كان يدرسنا اجتماعياً ونفسياً من خلال عاداتنا وتقاليدنا وعلومنا وآدابنا وقد استطاع أن يصل إلى ما يريد.
وفي الولايات المتحدة الأميركية بلد الصناعات التقنية تحتل العلوم الإنسانية كما في الغرب المرتبة العليا ولا سيما في نظريات التربية وعلم النفس والاجتماع والإعلام.
هل نذكر بعالم النفس السلوكي سكينر وكتابه الأشهر (تكنولوجيا السلوك الإنساني) وفيه نظريته في هندسة بناء الإنسان، بل تدجينه كما يقول إذ صرح ذات مرة قائلا : قل لي أي شعب داجن تريد ..حتى أعده لك؟.
طبعاً هذا في الجانب الآخر من الاستلاب ..ولكن ماذا عن الدور الآخر في بناء الوعي؟.
هذا ما نسأل عنه ونبحث فيه ..وربما السؤال المر: لماذا لم تثمر هذه العلوم في مجتمعاتنا؟.
ملف نطرحه لعل البحث فيه يفتح آفاقاً من جديد؟.
العدد 1089 التاريخ: 29/3/2022