مدير من الزمن الجميل

يقول الخبراء إن التربية تسبق التنمية بل وتخطط لها، ويقولون أيضاً إن النظام التعليمي هو جزء بسيط من النظام التربوي الذي يشمل التعليم المهني والتقني وتعليم الكبار والمنحرفين.
انطلاقاً مما سبق يمكن لنا أن ندرك سبب تردي السلوكيات في مجتمعنا، فالنظام التربوي أصبح استعراضياً، بعيداً عن الخطط المدروسة، سواء تعلق الأمر بالمناهج أم بإدارة هذا القطاع، فالتغييرات المستمرة للمناهج وتشتت محتواها وكثرة الأخطاء فيها وعدم توفر مستلزمات شرحها وعرضها وكذلك الكادر المدرب لإعطائها واعتمادها التلقين بدلاً من تنمية التفكير تسبب في تراجع مستوى الطلاب.
إلا أن معضلة التربية الأساسية تتعلق بإدارة هذا القطاع لغياب اي معايير لتسمية وتوصيف الإدارات وتحديد عمر زمني لها. كما بات استحداث التسميات الجديدة للوظائف أمراً سهلاً ومتاحاً ولو لم يكن هناك أي شيء يتعلق بالتسمية، ولذلك أصبحت الكوادر الإدارية في المدارس أكبر من الكوادر التدريسية، وتجد كثيراً من النقص في الكادر التدريسي رغم وفرة العدد، والأغرب في المعادلة أنه بكثرة عدد الإداريين من مديرين ومعاونين وموجهين ومعاونيهم وكثير من التسميات المُستحدثة باتت الفوضى حالة عامة في المدارس وباتت بعض المدارس بؤراً للتعاطي والسلوكيات المُشينة وحالات الضرب والانتقام.
مشروع الإصلاح الإداري يجب أن ينطلق من إدارة القطاع التربوي لأنه الأساس في مواجهة المستجدات من السلوكيات والمتغيرات التي أفرزتها الحروب والأوضاع المادية و المعيشية ووردتها لنا المجتمعات الأخرى، ولأنه كذلك الأساس في بناء مجتمع صحيح يجب أن ينطلق مشروع الإصلاح من هذا القطاع ليضع معايير دقيقة ولا يسمح بخرقها لتعيين الإدارات في المدارس بشروط عالية تتضمن الشهادة والسن والخبرة، وكذلك لا بد من حصر التسميات وربطها بالواقع وتحديد العدد المطلوب والجهات التي تسمي الوظائف.
يقول غوستاف لوبون: “بدلاً من تحضير رجال المستقبل لمواجهة الحياة فإن المدرسة لا تحضرهم إلا للوظائف العامة حيث لا يتطلب النجاح أي جهد شخصي أو مبادرة ذاتية من طرف الطالب وهذا يخلق في أسفل السلم الاجتماعي جيوشاً من البرولتاريين الناقمين على وضعهم لعدم تأمين وظائف عامة لهم”.
خسرت المدارس وظيفتها التربوية وأصبحت بؤراً لكثير من المشاكل والسلوكيات الخاطئة، كما خسرت وظائفها التعليمية وأصبحت الدروس الخصوصية هي ملاذ الأهل لتعليم الأبناء، كما غدت مُستزفاً لدخل الناس والسبب الأول للحصول على القروض الشخصية من المصارف.
في الماضي كان هناك شخص واحد يدير المدرسة وأحياناً يُعطي بعض الحصص، وكان الأهل قبل الطلاب يحسبون له ألف حساب، أما اليوم أمام جيوش الإدارات و الموجهين والتسميات الإدارية الأخرى غير الكفوءة والتي يفتقد كثير منها لأدنى معايير الإدارة وصلنا إلى واقع تربوي يهدد المجتمع بدل أن يبنيه.

على الملأ – معد عيسى

آخر الأخبار
الأسعار.. هل تبقى مستقرة ..؟  زيادة الأجور " للعام " يجب أن تماثلها زيادة في أجور  "الخاص "  رئيس هيئة الطيران المدني يعلن جملة تغييرات جذرية وتوجهات مستقبلية في القطاع  المتحدث باسم إدارة مكافحة المخدرات لـ " الثورة ":خطط ممنهجة وأهداف واضحة لتنظيف سوريا من المخدرات صراع المشاريع بعد الحرب.. ماذا بقي من المواجهة بين إيران وإسرائيل؟ 159 طلباً من مستثمرين لاختيار أمكنة أنشطتهم في "حسياء الصناعية انطلاق الماراثون البرمجي لليافعين في جامعة اللاذقية البنوك المراسلة في الخارج.. خطوة لتسهيل عمليات الاستيراد جرعات تفاؤل في "فود إكسبو 2025" والمنتج السوري بالبصمة العالمية أهالٍ من درعا يقدمون العزاء بضحايا كنيسة مار إلياس دوما تتحرك نحو الإعمار التعليمي " الأوروبي" يطالب بمحاسبة مرتكبي تفجير كنيسة مار إلياس الأسعار الرائجة للعقارات ظلم امتد لكل القطاعات .. إدريس لـ"الثورة": ضاعفت تراخيص البناء والرسوم   الأمم المتحدة: لا مستقبل في سوريا دون محاسبة المخدرات .. الخطر الصامت   أضرار نفسية وجسدية مدمرة ..كيف نتخطاها..؟  حصرياً لـ"الثورة.. من الكبتاغون إلى شراب السعال.. أنس يكشف رحلة السقوط والتعافي مجالس الصلح بريف  حماة.. تسوية النزاعات الأهلية والمجتمعية انقطاعات متكررة في خدمات الاتصالات وADSL في جرمانا إصلاحات ضريبية شاملة  و"المالية" تبدأ العد التنازلي للتنفيذ 165 مستثمراً و32 ينتظرون الترخيص الإداري في "حسياء" اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب تعقد اجتماعاً مع فعاليات حمص