الثورة – آنا عزيز الخضر:
ستبقى أصابع الحرب تاركة آثارها في كل المساحات، تسيطر على عوالمنا كيفما اتّجهنا، وقد فاقت قسوتها الخيال.. بعض هذه الملامح صوّرها الفيلم القصير “كاميرا على السطح”.. سيناريو: “وئام اسماعيل”.. إخراج: “حسام جليلاتي”..
يرصد الفيلم يوميات سائق تاكسي، قرر العيش على سطح أحد الأبنية في جرمانا.. (إحدى ضواحي دمشق) على الرغم من خطر صواريخ الحرب، التي لا تعد ولا تحصى.
حول الفيلم واجوائه وملامحه، تحدث المخرج “حسام جليلاتي” قائلاً:
“انطلقنا في عالم الفيلم نقارب وقائع، عاشها السوريون لأوقات طويلة، وكانت عصيبة ومؤلمة، وذلك من خلال بنية درامية فنية، قادرة على كشف الكثير من الحاﻻت التي أرهقت الجميع”..
وعن خصوصية التجربة، تابع الفنان “جليلاتي” حديثه قائلاً:
تمت صناعة الفيلم بطريقة الديكودراما القصير، بجهود فردية ومستقلة، بسبب صعوبة الحصول على الانتاج في ظل الظروف المحيطة بنا، ونظراً لعدم تبني شركات الانتاج لهذه الأفكار السينمائية، اعتمدنا في صناعة الفيلم على شخصية سورية حقيقية غنية جداً، وهي نموذج يمثل شريحة كبيرة من المجتمع السوري، ممن استيقظوا صباحاً فوجدوا أنفسهم وحيدين تماماً، وفاقدين كل شيء بسبب الحرب.
كما كانت أغلب مشاهد الفيلم (مُمثلة) من قبلنا نحن صانعو الفيلم، معتمدين على المكان كوثيقة، (فكان بطل الفيلم المكان) الذي يعيش فيه هؤلاء الأفراد العالقون في حرب مستمرة، منذ أكثر من عشر سنوات…
ونحن كصانعين للفيلم، كان لدينا ما نقوله ضمن هذه التجربة، لاسيما وأننا عشنا مع الحرب، وعرفناها جيداً، فالحرب ألقت بظلالها على كل شيء، على الأرواح والعلاقات والمشاعر .. على الأمكنة والأبنية والشوارع، وعلى كل جانب، وكل اتجاه في حياتنا..
الفيلم يطرح بعض الأسئلة علينا، وعلى الجمهور، وليس الهدف هنا الاجابة عليها وإنما التفكير فيها، وأعتقد هناك أسئلة كثيرة يجب التوقف عندها، والتفكير والتأمل بها، وﻻبد من الإشارة إلى أن الفيلم شارك بالعديد من المهرجانات السينمائية العربية والأوربية، ومنها: مهرجان سينما المقهى بمدينه تازة ـ المغرب.. مهرجان الكرامة السينمائي.. صنعاء ـ اليمن.. مهرجان مدريد السينمائي لحقوق الإنسان ـ مدريد.. مهرجان Meihodo الدولي الرابع للإعلام المرئي للشباب ـ نيويورك .
