نوار الشاطر.. تخوض في ميدان صحافة الأدب وثقافة الطفل

الثورة – همسة زغيب:

 

نوار الشاطر أنثى حالمة، ترى الحياة بمنظور خاص، الشغف كان مدادها للاستمرار، تحب البساطة وتغوص في عمق التفاصيل، تتأمل وتحلم وتكتب شعورها، منذ الطفولة كان الكتاب صديقها تقرأ بنهم، تعشق الأدب، وتكتب يومياتها في مفكرة صغيرة منذ أن كان عمرها تسع سنوات، الطموح أخذها فيما بعد لتحاول كتابة الشعر الحديث، وتخوض في ميدان صحافة الأدب وثقافة الطفل.

الكاتبة نوار الشاطر من مواليد دمشق عام 1984، حاصلة على بكالوريوس علوم طبيعية تخصص أحياء دقيقة من جامعة دمشق، وتعمل كمشرفة على الجوانب التطبيقية في كلية العلوم في جامعة دمشق، وعملت سابقاً مخبرية في أحد مخابر المستشفيات الخاصة، حاصلة على شهادات تكريم من جهات متعددة عملت معها كإعلامية أو كاتبة، منها اختيارها سفيرة ممثلة للبيت الثقافي الهندي في السعودية، وسفيرة ممثلة لعلوم الأهرام، وممثلة دولية للمركز الدولي لعلوم الأهرام وأخلاقيات العلم في مصر، وشهادة تقدير من مشيخة “الطريقة القادرية العليا” في العراق، عن كتابها “كوكب دري”.وعن الومضة الأولى للكتابة، قالت الكاتبة نوار الشاطر لـ”الثورة”: “بدأت بالكتابة حين كنت أجالس ديوان شعري للشاعر نزار قباني وتأثرت بما يكتبه، فحاولت أن أكتب، ربما أعجبني دور الشاعرة فأحببت أن أعيشه ولو في خيالي فقط، وكنت أميل لكتابة النثر أكثر وأجد نفسي فيه، وأغلب القصائد وجدانية تنوعت بين الشوق والحنين والغزل، وتعكس تجربة ذاتية، وحاولت نشر الحب بكل أشكاله، حب الله حب الوطن، حب الإنسان لأخيه الإنسان، وترسيخ فكرة أن الازدهار النفسي لا يكون إلا بالحب، وأضافت: إن محاولات كتابة الأناشيد الموجهة للأطفال ربما تنضج وأخصص لها ديوان شعري موجه للأطفال وأقدم أفكاراً ملتزمة تفيد الطفل وتبني شخصيته.

وأوضحت الشاطر “أنه لم تعد كتابة الشعر تستهويني كما سبق، أصبحت أميل للكتابات البحثية، ومشروعي القادم هو كتاب بحثي، فأنا أحب التجديد والتجريب في أنواع مختلفة للكتابة، ولا أحب التكرار، لكن كما ذكرت سابقاً، أحاول إتمام ديوان شعري موجه للأطفال.

“ولفتت الكاتبة إلى أن اكتشاف الذات يجعل الإنسان يعرف نفسه أكثر، ويقترب من نفسه ومن الآخرين، وهنا تصبح الكتابات ذاتية لكنها أيضاً تلامس الآخر، وتحاكي مشاعره، وأجد الحب هو الرمز الخالد الذي يجمعنا في نطاق الإنسانية، فكل ما كتبته وسأكتبه ينادي بالمحبة والعودة إلى إنسانيتنا، ليكون الحب هو طريقنا جميعاً، المحبة قوة عظيمة وهي نبض الإنسانية.

كما أكدت كأم وشاعرة وكاتبة وصحفية بالقول: “وجدت نفسي في ميدان أدب الطفل فكتبت عن الطفل ولأجله، ولي نشاط موجه للأطفال “نادي القراءة التفاعلي”، حاولت فيه تشجيع الأطفال على القراءة المنوعة والنوعية وربطهم بالكتاب.

وعن أوجاع الحرب أوضحت الشاطر أنها كانت تعيش في دمشق في عهد النظام البائد، حيث لم تكن حرية التعبير متاحة، فلم تستطع أن تكتب سوى عن أوجاع الحرب وانعكاسها في حياتنا من بعيد، ولأنها تعرف وحشية النظام البائد وإجرامه لم تستطع أن ترثي شهداء العائلة الذين استشهدوا فداء للحرية، ولم تستطع أن تكتب عن مدينتها حمص التي ذاقت ويلات القصف والدمار، الأمر مازال يحز في نفسها كثيراً ويؤلمها.

كانت تحاول ومازلت تركز على أهمية المحبة قبل وبعد الحرب لتجتمع قلوبنا على نبذ العنف والقتل، وإحياء الأمل بيننا فكلنا سوريون، نتعايش بسلم مع بعضنا، إلى أن أتى النظام البائد وسخر موضوع الطائفية لخدمة مصالحه وضمان استمرارية بقائه، وزرع الفتنة بين أفراد شعب واحد، واستغل ذلك على مدى أكثر من خمسين سنة، الموضوع معقد وصعب، فلم تكن حرباً أهلية بل ثورة ضد نظام أسدي مجرم ارتكب أفظع هولوكوست في العصر الحديث.

وشرحت أن السفر والتنقل بين الأقطار العربية أعطاها خيالاً أوسع وفكراً أنضج، لأن التنقل يجعل للإنسان منظوراً أعمق، ويخرجه من سلطة الأنا فيرى، فيبدأ باختيار الأمور بصورة أوسع تحمل بين صفحاتها جزءاً هاماً يلامسك بصورة شخصية، أحياناً يعيش الإنسان في مكان ما وروحه تكون في مكان آخر، ولأن الأماكن تسكن وجداننا نحملها معنا أينما حللنا، ونرى الحنين مسيطراً علينا، أما الزمن فهو محدود ومطلق، محدود في ساعات تحدد لنا الليل والنهار، ومطلق في عالم الروح، يلخص ما عاشته الكاتبة في الاغتراب مكانياً حيث كانت هناك ولكن روحها كانت في دمشق حيث الأحبة والذكريات، وتجسد ذلك في قصائدها، وفي كتاب هديل قلب، فعندما عادت لدمشق بقيت روحها في المدينة المنورة.

وفي رصيد الشاطر ثلاثة إصدارات نثرية، “هديل قلب، كوكب دري، هل بلغك شعري”، معظم القصائد ذاتية ولكنها تلامس المجتمع، وتحاكي شعوره، وفي كتابها كوكب دري حاولت أن ترصد الحالة الشخصية التي عاشتها في جوار النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كتجربة في اكتشاف عظمة هذه الروح وتصدير هذه التجربة للآخر، في ميدان الحب الإلهي والتجرد من الذات للوصول إلى الفناء في حضرة المحبوب، يعتبر لوناً من الأدب الصوفي وتجربة حقيقية عاشتها الكاتبة وعبرت عنها لتصل للآخر، وتدفعه للبحث عن معاني سيدنا محمد صلوات الله عليه.

 

 

آخر الأخبار
خبزٌ بطعم الخيبة.. ذكريات موجعة من يوميات "بطاقة ذكية" واقع السكن العشوائي في سوريا.. أحياء بلا هوية  تصميم نظام تمويل عقاري يحتاج لإعادة هيكلة القطاع المصرفي راحة ورضا بين طلاب الثانوية بعد أداء امتحان التربية الدينية النساء يصنعن فرقاً.. بازار "كوني أنتِ".. من الإبداع إلى الاستقلال "نبض الحياة الطبي".. خدمات مجانية تخفيفاً للضغوطات خدمات مجانية تخفيفاً للضغوطات بحث عدد من المسائل الوقفية وندوة حول العمل الدعوي المخدرات الرقمية "الأغا خان" تقدم جهازين لغسيل الكلى لمستشفى سلمية الوطني خدمة "شام كاش" في بريد درعا "رعاية المكفوفين" بدمشق تكرّم اثنين من حفظة القرآن الكريم ثلاث منظومات طاقة لآبار مياه الشرب بريف حماة الجنوبي الفن التشكيلي يعيد "روح المكان" لحمص بعد التحرير دراسة هندسية لترميم وتأهيل المواقع الأثرية بحمص الاقتصاد الإسلامي المعاصر في ندوة بدرعا سوريا توقّع اتفاقية استراتيجية مع "موانئ دبي العالمية" لتطوير ميناء طرطوس "صندوق الخدمة".. مبادرة محلية تعيد الحياة إلى المدن المتضررة شمال سوريا معرض الصناعات التجميلية.. إقبال وتسويق مباشر للمنتج السوري تحسين الواقع البيئي في جرمانا