المخدرات الرقمية

بقلم الصيدلانية فريدة حتاحت

نوع جديد من المخدرات (سمعي) من دون وجود مخدر ملموس تقليدي، لكنه يحاكيه في التأثير، يقوم على استخدام ترددات صوتية ثنائية تختلف عن الموسيقى العادية ذات الترددات الصوتية الأحادية المتساوية على كلتي الأذنين (والتي تملك تأثيراً على الحالة النفسية للمستمع وعلى آثار علاجيه مثل علاجات الطنين والاكتئاب عبر تحفيز نشاط الدماغ بترددات معينة تحت إشراف طبي في مراكز علاجية مختصة، وهو ما يعرف بالفيسيولوجيا السمعية).

أما المخدرات الرقمية فهي تعتمد على سماع أمواج صوتية ترددها أقل من 1400 هرتز عبر السماعات حصراً، لكن بفارق ضئيل بين السماعتين أقل من 40 هرتز، فمثلا تكون الموجة على الأذن اليمنى 440 هرتز وعلى الأذن اليسرى 458 هرتز أي بفارق 18 هرتز، وذلك لوقت يتراوح بين ٣٠ -٤٠دقيقة، وبنغمات تكرارية، هنا يتدخل الدماغ لمعالجة هذا الاختلاف البسيط في التردد بعملية مزامنة وينشئ صوتاً ثالثاً هو ناتج الفرق بين الصوتين 18 هيرتز، في مثالنا السابق هذا الصوت أو هذا التردد الثنائي الذي أنشأه الدماغ يدعى المخدر الرقمي، له نفس تأثير المهلوسات lsd وDmt من انفصال عن الواقع وتخيلات وتأثيرات على الجسم كله.

هذا التردد الذي ينشئه الدماغ يتحول لموجات دماغية غير مسموعة (ينتجها المخ ولا يسمعها) تحدد الموجة بحسب الفارق في تردد الصوت بين الأذنين وهي أمواج (ألفا أو بيتا.. دلتا.. ثيتا) إذ أن لكل منها طولاً موجه وتأثيراً يتراوح بين الاسترخاء إلى النشاط والطاقة بازدياد الفارق أو جرعة المخدر الرقمي تتغير الموجة ويظهر تأثير الموجة الدماغية الناشئة، فمثلا قد يستمع المراهق إلى أغنية صاخبة وهو يشعر بالاسترخاء أو حالة ذهنية أخرى حسب الموجة المسيطرة على دماغه، وكلما زاد الفرق بين ترددي السماعتين ازداد حجم جرعة المخدر الرقمي مما يؤدي أحياناً لتحطيم الخلايا العصبية، والإصابة بالتشنجات والإعاقة العقلية وتضرر السمع، كما أن تكرار سماعها مع طقوس خاصة يسبب الإدمان بكل مراحله واستجابة على كامل الجسم تماما، مثل باقي المخدرات.

أما عن خطرها فهناك اختلاف بين من يراها شديدة الخطورة وبين من يراها أقل ضرراً، والخطورة تكمن عند استخدامها في ممارسات روحية خطيرة أو أثناء القيادة لأنها تسبب هلوسات وانفصال عن الواقع ومن أضرارها أنها: تؤثر على إفراز النواقل العصبية في الدماغ بشكل عبثي مما يسبب مشاكل نفسية وعصبية خطيرة، اضطرابات شديدة في كهرباء المخ مسببة الصرع، تغيير أنماط موجات الدماغ التي تضبط حالة التيقظ عند الفرد بنفس طريقة المخدرات التقليدية، جميع المشاكل الإدمانية من اضطرابات سلوكية وعزلة عن المجتمع وصداع فقدان توازن جسماني ونفسي حركات لا إرادية متكررة، تراجع المهارات الدراسية والرياضية وضياع مستقبلهم، مضاعفات قلبية واضطراب نظم دقات القلب، تعب قلق أرق كوابيس غير عادية، بعد سماع المقطع ويبلغ الذروة صراخ وهلوسة وتشنج. والفئة المستهدفة هم الأطفال والمراهقون والناشئة.

بعض الدول العربية كالسعودية والإمارات والكويت ولبنان والجزائر أولت الموضوع أهمية حماية الناشئة فالمشكلة أن هذه المخدرات الرقمية في متناول الجميع على وسائل الاتصال الاجتماعي المنتشرة، وتدخل في بعض أغاني مشاهير عرب وأجانب.

الحلول المقترحة

حملات توعية مدرسية وإعلامية، الدور التربوي الأسري من وعي وملاحظة ومراقبة أبوية، وبناء ثقة مع الأبناء، وتشجيعهم على المصارحة.. الاستثمار في بحوث علمية ودراسات عن مدى انتشار وتأثير هذه التقنية على الدماغ علمياً، والبت بالموضوع قانونياً، وفلترة المواقع التي تطرح هذا النوع من التقنية من قبل الجهات المختصة، استيعاب طاقة الناشئة بكل الأنشطة الإيجابية.

آخر الأخبار
اقتصاد سوريا الأزرق.. القبطان محمد جمال عثمان لـ"الثورة": استثمار "موانئ دبي" مقدمة لنهضة في صناعة ... وزير التربية يطمئن: لا يُهضم حق أي طالب وزير الداخلية الكويتي: لن يكون هناك وجود لحزب الله في بلدنا Counter Punch : الشركات الاقتصادية الكبرى متورطة في الإبادة الجماعية في غزة ترحيب بالاتفاقية مع "موانئ دبي العالمية.. خبير مصرفي لـ"الثورة": زيادة الاستثمار وتحسن في الاقتصاد أحياء ضمن مدينة حمص بلا مياه.. والمؤسسة توضح السبب العدالة ليست خياراً سياسياً بل ضرورة أخلاقية وإنسانية تحديات فنية ولوجستية تواجه جهود تنفيذ التزامات سوريا بنزع "الكيميائي" نهر قويق.. حين يتحوّل الماء إلى وباء التعليم المهني من هامش مُهمَل إلى رافعة الاقتصاد الوطني الأمن الإقليمي وسيناريوهات نزع الأسلحة المحرمة دولياً.. "إسرائيل" أنموذجاً السياسة الخارجية الأميركية بين الاستراتيجية طويلة الأمد والمرونة قصيرة الأجل  هل تعاون النظام البائد مع "حظر الكيماوية" أم ضللها..؟! الاتفاقية مع "موانئ دبي العالمية".. باب واسع لتطوير وتصدير المنتجات الزراعية والغذائية بين صمت المعنيين وصراخ المواطن.. غلاءٌ ينهش الجيوب وخدمات تتراجع خبزٌ بطعم الخيبة.. ذكريات موجعة من يوميات "بطاقة ذكية" واقع السكن العشوائي في سوريا.. أحياء بلا هوية  تصميم نظام تمويل عقاري يحتاج لإعادة هيكلة القطاع المصرفي راحة ورضا بين طلاب الثانوية بعد أداء امتحان التربية الدينية النساء يصنعن فرقاً.. بازار "كوني أنتِ".. من الإبداع إلى الاستقلال