الثورة – مها دياب:
في الذكرى الثانية لانطلاقة مؤسسة “يراع وإبداع”، نظمت بالشراكة مع Rossa Bazaar فعالية بعنوان: “كوني أنتِ”، كانت أكثر من بازار تقليدي، لأن هذه المبادرة تمثل ترجمة واقعية لرسالة المؤسسة في دعم النساء المعيلات، من خلال خلق مساحة تحترم مواهبهن، وتعرض إنتاجهن اليدوي أمام المجتمع بطريقة تليق بقيمتهن وجهدهن.
البازار لم يكن مجرد منصة لعرض المنتجات، بل فضاء نابض بالحياة، يعبر عن الإيمان العميق بقدرة المرأة على تحويل المهارة إلى استقلال مادي، ويؤكد أن كل قطعة تُصنع باليد تحوي قصة من الصبر والإصرار والأمل.
نساء أبدعن
مشاركة النساء المعيلات جاءت بعد مراحل تدريب وتأهيل مهني نظمته المؤسسة، كان هدفه تطوير قدراتهن العملية وإعدادهن للانخراط في سوق العمل.
وهذا التدريب لم يقتصر على الجانب المهني، بل تطرق إلى مهارات العرض، وبناء الثقة وفنون التواصل مع الجمهور، نتيجة ذلك لم تكن المشاركات مجرد حرفيات، بل صاحبات مشاريع قيد النمو، يحملن هوية جديدة مبنية على الإنجاز والكرامة.
ماجدة فروج، شاركت بأعمال خزف ومأكولات بيتية، بينت أن مشاركتها كانت خطوة فعلية نحو تحويل موهبتها إلى عمل منظم، خاصة بعد الاستفادة من التدريب.
وريما الأزورني، عبرت عن فخرها بعرض تطريزاتها أمام جمهور واسع، مشيرة إلى أن هذه التجربة منحتها ثقة بأن حلم المشروع الخاص بها بات قريباً.
فيما سوزان هزيمة، أوضحت أن التدريب ساعدها على التعريف بعملها بطريقة مهنية، وشجعها على متابعة تطوير نفسها.
أما دارين أبو علوان، اعتبرت البازار فرصة لتوسيع دائرة معارفها، وتسويق إكسسواراتها بطريقة احترافية.
شددت ياسمين على أن مشاركتها رغم التحديات الجسدية كانت انتصاراً لإرادتها، وأنها الآن ترى نفسها كفنّانة صاحبة رسالة.
أما الطفلة ياسمين العبية، من ذوي الإعاقة، عبرت عن سعادتها قائلة: إنها شعرت بأنها قادرة على الإنتاج مثل الكبار، والتفاعل مع الزوار بثقة.
وتحدثت رانيا الأسعد عن تحوّل هواية شغل السنارة إلى عمل يدر دخلاً، مؤكدة أن التدريب والبازار كانا نقطة تحول ومواجهة أمام الحضور.
فيما آلاء شحرور وصفت مشاركتها بأنها بداية مشروع حياتها في الحلويات، وأن ردود الفعل الإيجابية دفعتها للاستمرار.
نحو استدامة التمكين
مدير مؤسسة “يراع وإبداع”، السيدة رانيا نكد أكدت أن التمكين لا يكون عبر المعونة بل من خلال بناء قدرات النساء، وتأهيلهن لإدارة مشاريعهن واستثمار مواهبهن، لافتة إلى أن للمجتمع المدني دوراً حيوياً في دعم هذه الفئة، وتوفير منصات تساعد المرأة على التسويق والتطور، لأن تمكين المرأة يعني تمكين الأسرة والمجتمع كاملاً.
وبينت أهمية الاستمرار في تنظيم مبادرات مشابهة تدمج التدريب بالتسويق، وتشجع التعاون بين المؤسسات الأهلية والقطاع الخاص، لضمان وصول النساء المعيلات إلى فرص حقيقية.
كما تمنت أن يتم تسليط الضوء الإعلامي على التجارب الناجحة، لتشجيع مزيد من النساء على الانخراط في مسارات التمكين الاقتصادي.
من الطموح إلى الإنجاز
وختمت نكد بقولها: بازار “كوني أنتِ” أثبت أن المرأة السورية، ومهما كانت التحديات، قادرة على تحويل الحلم إلى مشروع، والموهبة إلى دخل، والمشاركة إلى حضور مؤثر، وفي كل قطعة عُرضت كان هناك نبض حياة، وقصة كرامة، ورسالة تقول بوضوح: كوني كما أنتِ، قوية، مبدعة، وصانعة لمستقبلك بيدك.