الشاعر عمر الأزمي لـ”الثورة”: سوريا العظيمة جزء أصيل من وجداني الشعري

الثورة – سعاد زاهر:
التقيته في مهرجان الشارقة للشعر بداية العام الحالي، حين قرأ قصيدته وصعد ليتسلم جائزته، بدا أن عطر الكلمات يفوح أكثر فأكثر.. لن تسمعه وتبقى حيادياً، ستفاجئك كل تلك التعابير التي تشعر أنه مزج فيما بينها ليخرج بتراكيب شعرية لا تتآلف سوى حين ينطقها على المنبر الشعري، ليهتز ذلك المنبر طرباً قبل الجمهور برؤى شعرية متفردة، تقول: إن شاعراً قدمه برنامج “أمير الشعراء” سنبقى دهراً نلاحقه لنتصيد بعضاً من نبضه الشعريّ المغاير.

“الثورة” حاورت الشاعر عمر الأزمي فكان اللقاء التالي:

– هل تصوغ القصيدة أو هي التي تصوغك؟

القصيدة عندي هي ذاتها التجربة، والتجارب مثل العواصف، منها ما يلزم أن تنحني لها وتنتظر عبورها، ومنها ما يلزم أن تقف في وجهها وتصيح: أنا هنا! منها ما يتلبسك كجنيّ في وادٍ، ومنها ما يراقصك كحورية بحر..

فقط عليك أن تكون دائماً على أهبة الشعر، تنتظر الإشارة، عليك أن تكون شاعراً في “دوام” كامل!.

– قبل نحو سنتين ونصف السنة شاركت في البرنامج التلفزيوني أمير الشعراء، هل كان نافذتك المشعة نحو إشراقة شعرية مختلفة؟

برنامج أمير الشعراء هو فسحة من فسحات الأمل القليلة في الوطن العربي، الأمل في أن تدخل شمس الشعر إلى كل البيوت، وتغسل أيامنا من درن الرتابة والنسق. وحيثما كان الشعر سأكون سعيداً بأن أكون هناك!.

– كيف “ارتديت جسدك” في ديوانك الأحدث؟

أعتبر هذا العمل مدونتي الأليفة، زرعت في كل صفحة من صفحاته طائراً من طيور روحي، أحببتُ فيه وكرهت، تفلسفت فيه وتصوفت، قبضتُ وبسطتُ، نزلتُ فيه أودية الشك، وصعدتُ سماوات اليقين، في هذا الديوان خلعتُ عراء الوهم وارتديتُ جسدي.

– من يقرأ لك، أو يلتقي بك، يدرك أن لديك روحاً، ومفردات شعرية وربما حياتية غير مألوفة، كيف تشتغل على هذه الملامح؟

أنا إنسان جعلتهُ الصدف يعيش مع المتناقضات الكثيرة، يؤلف بينها ويؤلف عليها قلبه.. جرعتني الحياة وسقتني، فصرت أنتبه في الشعر كما في الحياة إلى ما فوق السواد والبياض، أنشد دوماً ذلك الرماديّ الحكيم المتعالي، لا أنشد بطولة ولا مجداً، ولا يغريني البهرج، أريد فقط أن أكون أنا، أن أكتب ما أنا عليه، وأن أكون ما أكتب.

– هل انتهى عصر الشعر المرتبط بالقضايا؟

كل حرف خطه شاعر هو في ذاته قضية، لو وضعتم أي قصيدة حقة في ميزان “الالتزام” لهوت به إلى سابع أرض، فقط أصيخوا السمع، وخففوا أرواحكم من أثقال الأيديولوجيا، وأفرغوا آذانكم من بقايا أصوات الطبول وزبد العنتريات.

فإن ثبتم في كلامي ستعرفون الشعر، والشعر يحرركم!

– ما دور الشاعر في هذا العالم المعاصر؟

الشعر إبداع، والإبداع تجربة، والتجربة هي ذاتها الأنا، على الشاعر أن ينطق من أقاصي تجربته، ويصيح من أقاصي أناه، أن يحارب سيوف البشاعة بورود الجمال، أن يزرع شتلته في أرض الخراب، لعل شجرتها تظل عابراً أو تقل طائراً أو تؤتي أكلها ولو بعد حين.

– من الواضح أنك لست ظلاً على المنابر الشعرية، من أين تأتي بكل هذه الحالة الواثقة من الخطابة الشعرية؟

حين يتلبسني شيطان الشعر على المنبر، يلبس جسدي آخرُ يشبهني، وحين أنزلُ أفتش عنه لكي أسأله سؤالا كهذا، فلا أجده.

– كيف يمكن للشعر أن يتمرد على التقنية؟

الشعر في ذاته تمرد على التقنية، وتعالٍ عن النسق، وهزء بالعاديّ والمتسق.

– هل الشعر محاصر في ركنه النخبوي، يجتمع الشعراء في مهرجاناتهم، ومن ثم يغادرون بلا أثر يذكر؟

نعم.. هذا صحيح ولكن المهم أننا لم نصمت، رمينا ورودنا البيضاء في وجه القبح، ولم نحنِ جباهنا لنار البشاعة التي تأكل كل شيء، على الأقل تركنا للذين يعبرون بعدنا أثراً، وكتبنا لهم تحذيراً على باب الجحيم!.

ما الذي يفقدك شغفك في الشعر؟

أن أشير إلى القمر في قصائدي بينما يهتم القراء بإصبعي.

– هل تقرأ الشعر السوري؟ من يعجبك من الشعراء؟

المشهد الشعري السوري مشهد خصب ودينامي ومتنوع، وهذا يعكس غنى سوريا العظيمة الحضاريّ والثقافيّ والتاريخيّ، سوريا العظيمة جزء أصيل من وجداني الشعري، أقرأ كل ما يمكنني قراءته من تجارب الشعراء السوريين قديمها ومعاصرها، أما عن من يعجبني فدعوني أتحيز لأصدقائي منهم مع الاعتذار لمن نسيت اسمه: فريد ياغي، ومصعب بيروتية، وعماد أبو أحمد.

ختاماً، كيف تعرف نفسك وكيف تصفها؟

أنا: كلُّ شيءٍ سوايَ..
وجودي: خروجي إلى عدمٍ في العيون التي لا تراني..
وضِدّي: دخولي إليّ!
شفاهي: الكلامُ
وصمتي: احتباسُ السَّماءِ البعيدةِ ما بينَ صدري وحلقي.

مريضٌ: لأن عيوني بخيرٍ
وقلبي بخيرٍ وكُلِّي بخيرٍ
وموتٌ هنا ينتقي كلَّ من هم بخيرٍ لِكَيْ…!
مُعافى: لأنّي مريضٌ بداءِ الحياة
ومَيْتٌ: لأنّيَ حي!.

آخر الأخبار
خبزٌ بطعم الخيبة.. ذكريات موجعة من يوميات "بطاقة ذكية" واقع السكن العشوائي في سوريا.. أحياء بلا هوية  تصميم نظام تمويل عقاري يحتاج لإعادة هيكلة القطاع المصرفي راحة ورضا بين طلاب الثانوية بعد أداء امتحان التربية الدينية النساء يصنعن فرقاً.. بازار "كوني أنتِ".. من الإبداع إلى الاستقلال "نبض الحياة الطبي".. خدمات مجانية تخفيفاً للضغوطات خدمات مجانية تخفيفاً للضغوطات بحث عدد من المسائل الوقفية وندوة حول العمل الدعوي المخدرات الرقمية "الأغا خان" تقدم جهازين لغسيل الكلى لمستشفى سلمية الوطني خدمة "شام كاش" في بريد درعا "رعاية المكفوفين" بدمشق تكرّم اثنين من حفظة القرآن الكريم ثلاث منظومات طاقة لآبار مياه الشرب بريف حماة الجنوبي الفن التشكيلي يعيد "روح المكان" لحمص بعد التحرير دراسة هندسية لترميم وتأهيل المواقع الأثرية بحمص الاقتصاد الإسلامي المعاصر في ندوة بدرعا سوريا توقّع اتفاقية استراتيجية مع "موانئ دبي العالمية" لتطوير ميناء طرطوس "صندوق الخدمة".. مبادرة محلية تعيد الحياة إلى المدن المتضررة شمال سوريا معرض الصناعات التجميلية.. إقبال وتسويق مباشر للمنتج السوري تحسين الواقع البيئي في جرمانا