الأزمات الاقتصادية توشح الانتخابات الفرنسية.. والجولة النهائية في 24 نيسان

الثورة – تحليل لميس عودة:
في جو انتخابي غابت عنه الرهانات الكبرى وخيمت فيه ارتدادات العملية العسكرية الدفاعية الروسية في أوكرانيا وانعكاسات السياسات الغربية الرعناء على الوضع الاقتصادي الأوروبي الذي يعاني أزمات خانقة بموارد الطاقة وتآكل القدرات المالية الشرائية للناخبين الفرنسيين، انتهت الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية بترشح كل من ايمانويل ماكرون ومنافسته رئيسة الحزب اليميني “التجمع الوطني” لوبان بانتظار الجولة النهائية في 24 نيسان.
فالطريق إلى الإليزيه الذي سيسلكه المرشحان محفوف بصعوبات اقتصادية جمة، وبقضايا إقليمية ودولية شائكة يحكمها اصطفافات وتحالفات، والعزف على أوتار الدبلوماسية من قبل ماكرون من جهة، ودعوات لوبان لقطع الحبل السري مع الاتحاد الأوروبي وإخراج باريس من عنق زجاجة التبعية الأميركية من جهة ثانية، الأمر الذي ترقبه واشنطن بحذر وخشية من تحقيق فوز لموسكو في قلب باريس، كون لوبان صرحت علانية أنها ضد الإجراءات الأميركية والأوروبية الساذجة المتخذة ضد روسيا، داعية للحوار، وأنه لا يمكن شطب روسيا كقوة عظمى من الخريطة الدولية.
وتطالب الأحزاب اليمينية في فرنسا بخروج فرنسا من القيادة المتكاملة للناتو، كما يعترضون على انضمام أوكرانيا إليه، كذلك يعارضون العقوبات المفروضة على روسيا، على اعتبار أنّ الفرنسيين هم مَن سيدفعون ثمنها مع ارتفاع أسعار الغاز والنفط.
ماكرون ولوبان لديهما وجهات نظر مختلفة تماماً إزاء السياسة الخارجية لفرنسا، وكيفية التعامل مع روسيا وكذلك الاتحاد الأوروبي، والمتابع لتفاصيل العملية الانتخابية يلاحظ أن لوبان استطاعت وضع نفسها منافساً حقيقياً في المشهد السياسي الفرنسي بتغلبها على منافسيها، وبعدد أصوات مهم وكبير وله دلالاته بالانقسام الأوروبي الحاد بشكل عام والفرنسي خاصة، ما يعكس وجود استياء عام مرده التهور والطيش لدى الساسة الأوربيين في التعاطي مع الأزمات والقضايا المصيرية المؤثرة..
إذاً في مشهد الانتخابات الرئاسية الفرنسية الحالية يتكرر سيناريو2017 بتأهل كل من ماكرون لوبان إلى الدورة الثانية وأمامهما ١٥ يوماً لإقناع بقية الناخبين من الممتنعين عن التصويت أو الذين صوتوا إلى مرشحين آخرين، لمنحهما أصواتهم في الدورة المقبلة.
وإن كان أنصار ماكرون يؤيدونه فهو مكروه من قسم من الشعب الفرنسي الذين يصفونه بأنه “رئيس الأثرياء” ونخب المدن، وقد بدأ ولايته بإجراءات لاقت تنديداً كبيراً وهي إلغاء الضريبة على الثروات وخفض المساعدات للإسكان.
بعيداً عن نتائج الانتخابات الفرنسية النهائية، وقريباً منها في آن معاً، فإن لفرنسا دوراً تخريبياً لا يمكن إغفاله في تأجيج الأزمات وتدخلات عدوانية سافرة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ووقوفها على الدوام على الضفة الأميركية يؤكد نزعتها الاستعمارية ويوشح سياساتها، وما لم تتحرر من التبعية وترسم آفاق تعاطيها المستقبلي مع الملفات الأوروبية والعالمية بشكل مغاير لما سبق فإنها ستبقى تغرد خارج سرب المتغيرات الدولية الحاصلة.
فلا حلفاء دائمين لأميركا التي تعتنق سياسة التخلي وضرب الحلفاء في مقتل تبعيتهم لها، وما اتفاقية أوكوس التي اعتبرتها باريس طعنة في الظهر إلا برهان على ذلك.
يمكن لفرنسا أن تقوم بدور إيجابي فاعل فقط إن خلعت رداءها الاستعماري وكسرت قيود التحالف مع الشر الأميركي، ونظرت إلى الواقع بمنظار الحقيقة وناصرت الحقوق المشروعة للدول في منطقتنا والعالم، وتستطيع فرنسا تحقيق ذلك إن تقربت أكثر من الصين كونها أول دولة أوروبية أقامت علاقات وطيدة وشراكة استراتيجية مع بكين، وإذا تقربت أكثر وبشكل عملي من موسكو وعمقت العلاقات الروسية الأوروبية لضمان الأمن الاستراتيجي الأوروبي المشترك الذي تزعزعه واشنطن.

آخر الأخبار
سرقة 5 محولات كهربائية تتسبب بقطع التيار عن أحياء في دير الزور "دا . عش" وضرب أمننا.. التوقيت والهدف الشرع يلتقي ميقاتي: سوريا ستكون على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين إعلاميو اللاذقية لـ"الثورة": نطمح لإعلام صادق وحر.. وأن نكون صوت المواطن من السعودية.. توزيع 700 حصة إغاثية في أم المياذن بدرعا "The Intercept": البحث في وثائق انتهاكات سجون نظام الأسد انخفاض أسعار اللحوم الحمراء في القنيطرة "UN News": سوريا.. من الظلام إلى النور كي يلتقط اقتصادنا المحاصر أنفاسه.. هل ترفع العقوبات الغربية قريباً؟ إحباط محاولة داعش تفجير مقام السيدة زينب.. مزيد من اليقظة استمرار إزالة التعديات على الأملاك العامة في دمشق القائد الشرع والسيد الشيباني يستقبلان المبعوث الخاص لسلطان سلطنة عمان مهرجان لبراعم يد شعلة درعا مهلة لتسليم السلاح في قرى اللجاة المكتب القنصلي بدرعا يستأنف تصديق الوثائق  جفاف بحيرات وآلاف الآبار العشوائية في درعا.. وفساد النظام البائد السبب "عمّرها" تزين جسر الحرية بدمشق New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق