الملحق الثقافي:سعاد زاهر:
حين كنا نسمعها في تلك الظلمة الإرادية ونحن نغفو بأمان على سرائرنا الطفولية، ساهمت في تنمية انشغالاتنا وملأت أذهاننا بخيال لا يخبو، تخيلاتنا لجمال سندريلا وقسوة زوجة والدها، شكل مصباح علاء الدين السحري، كان يتحول وفقاً لأحلامنا، حتى أننا أحببنا الوحش لأنه أحب الجميلة…
بين طفل اليوم والأمس…لا تجوز المقارنة، بين بضع حكايا تتردد في كل الأوقات تختلف تنويعاتها بين راو وآخر، وبين تلك الشاشات اللامعة التي بالكاد يتركها أطفال اليوم، عوالم وأزمان لا تشبه أوقاتاً مضت.
في احتفالنا باليوم العالمي لكتاب الطفل الذي يصادف الثاني من نيسان كل عام، لا يبدو مجدياً التذكير بأهمية الكتاب، ولا بضرورة استمراريته، جميعنا يعلم ذلك، ولكن المهم كيف نتمكن من اختراق عوالم الطفل، تعويده على القراءة والاستمرار بها.
إذا أن الوعي يشق طريقه باكراً إلى الطفل، ومن سوى القراءة بإمكانها تعميق هذا الوعي وتعليمه مستقبلاً على اختيارات تفضي به إلى دروب الحياة الحقيقية من بابها الأوسع..
بالكتاب والقراءة نحمي الطفل من كل تلك الدروب الشائكة التي يمكن أن تودي به يوماً، نحميه من كل ما من شأنه إرباك مسيرته، وزج الصعاب في وجهه بما لا يترك لها مجالاً للانزياح..
ستبقى الكتب سواء بأوراقها، أو انتقالها إلى الشاشة، تفضي بالطفل إلى عوالم مهما أظلمت، القارئ منذ الصغر يراوغها وبإمكان حيله التغلب عليها…!
التاريخ: الثلاثاء12-4-2022