الثورة – ثراء محمد:
يضم معرض دمشق الدولي هذا العام أجنحة متعددة تعكس تنوع الحرف اليدوية السورية، حيث حرص الحرفيون على تقديم نماذج من أعمالهم التي تجمع بين التراث والابتكار. وفي جولة داخل الأروقة، التقينا أبو طارق، وهو حرفي في صناعة النحاسيات منذ أكثر من أربعين عاماً، الذي قال: هذه المهنة ليست مجرد عمل، بل هي إرث ورثناه عن أجدادنا.
مشاركتنا في المعرض تمنحنا فرصة للتعريف بمنتجاتنا، وتشجيع الجيل الجديد على التمسك بالحرفة وتطويرها.أما في جناح النسيج الدمشقي المعروف بـ”الدامسكو”، فقد بدت الأقمشة المزخرفة شاهداً على دقة الصنعة وجمالها.
السيدة هالة، إحدى الحرفيات الشابات المشاركات، تحدثت عن تجربتها قائلة: نحن نحاول أن نربط الماضي بالحاضر ونستخدم الزخارف التقليدية لكن بأسلوب يتماشى مع أذواق الشباب.
المعرض ساعدنا كثيراً على إيصال رسالتنا لجمهور واسع.ولم يكن الحضور مقتصراً على الحرفيين، بل أبدى الزوار تفاعلاً كبيراً مع المعروضات. أحدهم أشار إلى أن هذه القطع ليست مجرد تحف للزينة، بل هي مرآة للهوية السورية، مضيفاً: عندما أقتني عملاً يدوياً أشعر أنني أحمل جزءاً من دمشق معي، إضافة إلى العروض، نظّمت بعض الجمعيات ورشاً حيّة داخل المعرض لشرح مراحل صناعة الخشب المحفور أو تطعيم الصدف، الأمر الذي جذب اهتمام الأطفال والشباب على وجه الخصوص.
هذه الورش لم تقتصر على العرض فقط، بل حملت هدفاً تعليمياً وتوعوياً يسعى للحفاظ على استمرارية هذه المهن في مواجهة تحديات العصر.الخبراء الذين حضروا الفعاليات شددوا على أن دعم الحرف اليدوية لا يقتصر على الجانب الثقافي فحسب، بل يحمل أيضاً بُعداً اقتصادياً مهماً، إذ يساهم في خلق فرص عمل وتعزيز السياحة الثقافية.
في المحصلة، أثبتت مشاركة الحرفيين السوريين في معرض دمشق الدولي أن الفن اليدوي السوري ليس مجرد ترفٍ جمالي، بل هو ذاكرة وهوية وثروة وطنية، قادرة على الصمود والتجدّد في آن واحد.