الثورة – هنادة سمير:
شهد جناح المؤسسة السورية للبريد في الدورة الحالية من معرض دمشق الدولي حضوراً لافتاً، حيث حرصت المؤسسة على الجمع بين ماضيها العريق وحاضرها المتطور، في رسالة تؤكد قدرتها على مواكبة التحولات التكنولوجية والانخراط في مسار التنمية الوطنية.
وأوضحت مديرة التسويق في المؤسسة ربا أبو حسن في حديثها لصحيفة الثورة أن المشاركة هذا العام جاءت بطابع خاص، إذ أصدرت المؤسسة طابعاً بريدياً تذكارياً يوثق هذه الدورة من المعرض.
وجاء التصميم ليعكس الهوية البصرية لسوريا الجديدة، مندمجاً مع شعار المعرض، بما يجعل الطابع رمزاً فنياً ومعنوياً لهذه الفعالية الاقتصادية والثقافية الكبرى.
وأضافت أبو حسن أن الطوابع البريدية لم تكن مجرد وسيلة لنقل الرسائل في الماضي، بل شكلت وثيقة حضارية تحفظ ذاكرة الأمم، ومن هنا تأتي أهميتها في إبراز صورة سوريا الحديثة والمتجددة.
وبيّنت أن جناح البريد صُمم ليحمل بعداً مزدوجاً: فمن جهة، يسلّط الضوء على تاريخ المؤسسة عبر عرض أدوات تراثية قديمة تعكس مسيرتها الطويلة ودورها في حياة السوريين، ومن جهة أخرى، يفتح نافذة على المستقبل عبر تقديم خدمات مبتكرة تواكب التحول الرقمي والاعتماد المتزايد على التكنولوجيا في مختلف مجالات الحياة.
وأكدت مديرة التسويق أن مؤسسات البريد حول العالم تُعد شريكاً محورياً في عمليات التنمية، وأن المؤسسة السورية للبريد تعمل حالياً على استعادة هذا الدور الذي همّش لسنوات طويلة.
ومع توسع التجارة الإلكترونية، أصبح من الضروري أن ينهض البريد بدور جديد يواكب طبيعة العصر، من خلال خدمات لوجستية متطورة تتيح تسهيل حركة السلع والمراسلات داخلياً وخارجياً.
وفي هذا السياق، أشارت أبو حسن إلى أن المؤسسة وقّعت اتفاقية تعاون مع موقع التسوق الإلكتروني “كونكند”، connected لتأمين إيصال السلع والمنتجات المشتراة عبر المنصة مباشرة إلى منازل الزبائن.
وتُعد هذه الخطوة نقلة نوعية في قطاع الخدمات البريدية، إذ توفر للمستهلكين خدمة متكاملة تبدأ من عملية الشراء عبر الإنترنت وتنتهي عند باب المنزل، ما يعزز الثقة بالتجارة الإلكترونية داخل السوق السورية.
الربط مع المصارف
ولم تقتصر خطوات التحديث على الجانب التجاري فقط، حيث تمكنت المؤسسة من إتمام الربط الإلكتروني مع كل من المصرف العقاري والمصرف التجاري، وهو ما يتيح للمواطنين إمكانية دفع الضرائب والرسوم التي تحددها وزارة المالية من خلال مكاتب البريد المنتشرة في جميع المحافظات.
هذه الخدمة تسهّل على المواطنين عملية الدفع وتخفف من الازدحام على المصارف، إضافة إلى أنها تشكل خطوة نحو بناء منظومة مالية أكثر مرونة وفاعلية.
تعاون دولي وخدمات مبتكرة
وفي إطار تعزيز التواصل مع الخارج، جرى توقيع اتفاقية مع البريد والطيران القطري لنقل البريد الوارد من مختلف دول العالم إلى سوريا عبر الخطوط القطرية، ليتم توزيعه بعد ذلك محلياً.
هذا التعاون يسهم في تسريع حركة البريد الدولي وضمان وصوله بشكل آمن وموثوق.
كما أطلقت المؤسسة خدمة “الصناديق البريدية الذكية VIP”، وهي خدمة حديثة تمنح المستخدمين مستوى أعلى من الخصوصية والمرونة في استلام مراسلاتهم.
وإلى جانب ذلك، تواصل المؤسسة تقديم خدماتها التقليدية التي اعتاد عليها المواطنون، مثل استخراج وثائق السجل المدني، ووثيقة غير موظف، وخدمة دفع رواتب المتقاعدين.
ومن بين الخدمات التي شهدت إقبالاً واسعاً مؤخراً، خدمة “شام كاش”، التي توفر حلولاً مالية سريعة وسهلة للمواطنين، مما جعلها تحظى بثقة شريحة كبيرة من المستخدمين إضافة إلى خدمة الحوالات البريدية الداخلية وهي تعد من أبرز الخدمات التي تسهل على المواطنين التعاملات اليومية المالية لما توفره من سرعة وأمان في تحويل الأموال.
شحن سريع وحوالات
أما على صعيد خدمات الشحن السريع، فقد أبرمت المؤسسة اتفاقية مع البريد العاجل العالمي “DHL” تتضمن تخفيضاً بنسبة 10% عن الأسعار المعتمدة، الأمر الذي يسهل على الأفراد والشركات إرسال الطرود والمستندات إلى الخارج بأسعار أقل.
خدمة تتجدد
ما تقدمه المؤسسة السورية للبريد اليوم في معرض دمشق الدولي ليس مجرد عرض خدمات، بل هو إعلان عن عودة فاعلة لدورها الحيوي في المجتمع.
فهي تستند إلى تاريخ طويل من الثقة والخدمة العامة، وتعمل في الوقت نفسه على رسم مستقبل يتناسب مع متطلبات العصر الرقمي.
ويجمع جناح المؤسسة بين صورة الأدوات التراثية التي تحمل عبق الماضي، وبين الخدمات الحديثة التي تفتح آفاق المستقبل، ليعكس صورة مؤسسة وطنية متجددة، تؤكد أن البريد لم يعد مجرد وسيلة لنقل الرسائل التقليدية، بل تحول إلى منصة خدمية شاملة تسهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وترافق المواطن في تفاصيل حياته اليومية.