تركت سلسلة اللقاءات الشعبية التي جرت على مستوى المناطق في محافظة طرطوس مع مسؤولي المحافظة التنفيذية والسياسية أثراً طيباً في نفوس المواطنين …
صحيح أن المشكلات تراكمية ولا يمكن حلها في يوم وليلة خاصة أنها جاءت نتيجة سلسلة من الأخطاء سواء المتعمدة أو عن طريق الإهمال المبطن بالفساد .. ورغم ذلك يمكن أن تؤسس هذه اللقاءات لقاعدة إيجابية لجهة علاقة المسؤول مع المواطن و بالتالي البدء بحلحلة تلك المشكلات المركبة المتراكمة على مدى عقود ..
المشكلة الأهم التي تصدرت نقاشات تلك اللقاءات تمحورت حول آثار مياه الصرف الصحي على الإنسان والبيئة من خلال تلوث مياه الشرب والسدود وهذا عائد بالدرجة الأولى إلى أخطاء جسيمة بالدراسة والتنفيذ معاً ..
خطوط الصرف الصحي المتهالكة والتي لها عقود من الزمن لم يتم تجديدها وهي أصلاً من مادة البيتون النفوذة، الأمر الذي أدى إلى اختلاطها بالينابع والأنهار ..
المشكلة التي غابت عن نقاشات تلك اللقاءات قضية الأمراض التي تعانيها المحافظة والتي بقيت حتى اللحظة من دون دراسة أو تشكيل لجان لمعرفة الأسباب وبالتالي تشخيصها ليتم وضع الحلول لها .. خاصة مرض السرطان الذي يتصدر قائمة الأمراض في تلك المحافظة وبنسبة كبيرة عن باقي المحافظات .. الأمر الذي يستوجب البحث عن الأسباب ومعالجتها بالسرعة الكلية ..
أما موضوع الواجهة البحرية التي عادت إلى المربع الأول بعد رفض وزارة الأشغال تصديق دراستها وبالتالي إبقاء هذا الملف الشائك المشكوك بأمره يتصدر مشكلات طرطوس خاصة المنظر المسيء للعين الممزوج مع أوجاع المواطنين المتضررين و الذي مضى عليه عشرات السنين، الأمر الذي يترك علامات استفهام كثيرة وغير مفهومة ؟؟
حقيقة مشكلات كبيرة تعانيها طرطوس، أغلبها قديمة وباتت الحاجة ملحة لتكاتف الجهات المعنية لإنقاذ هذه المحافظة من منغصات وهموم خدمية أرخت بظلالها على كامل المشهد..
على الملأ -شعبان أحمد