الثورة – السويداء – رفيق الكفيري:
أيام قليلة تفصلنا عن عيد الجلاء، بعد مرور 76 عاماً على جلاء المستعمر الفرنسي عن أرض الوطن، نقف أمام هذه المناسبة مستذكرين تلك البطولات المجيدة والمآثر الخالدة التي قدمها الآباء والأجداد بكل إباء وشموخ دفاعاً عن الأرض، وصوناً للعرض، فعقيدة مجاهدي الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش والشيخ صالح العلي وإبراهيم هنانو ويوسف العظمة وحسن الخراط وفوزي القاوقجي وأحمد مريود ومحمد الأشمر الراسخة بالانتماء للوطن هي التي استطاعت أن تدحر جيوش الاستعمار الفرنسي وتحبط كل المخططات الاستعمارية التي كان غايتها تقسيم البلاد ليتسنى لها نهب خيراتنا.
إن استحضار قامات أولئك المجاهدين الذين سطروا أروع ملاحم البطولة والفداء ضد عدو لا يعرف إلا امتصاص خيرات الشعوب وزرع الفتنة بين أبناء الوطن.. مجاهدون اجتمعوا على محبة الوطن وتكاتفوا وانضووا تحت شعار الدين لله والوطن للجميع، عاقدين العزم على طرد كل من يحاول أن يدنس تراب الوطن، رافضين الوصاية والانتداب والاحتلال، هؤلاء الأبطال الذين كافحوا وحاربوا المستعمرين صنعوا لنا تاريخاً مجيداً وإرثاً عظيماً من الوطنية يجب أن نحافظ عليه.
والتاريخ اليوم يعيد نفسه فشعبنا الأبي في سورية وجيشنا الباسل يخوض معركة أشد ضراوة من التي خاضها ضد الاستعمار الفرنسي، حيث تكالبت قوى الشر والعدوان من كل حدب وصوب وأدواتهم العميلة في الداخل والخارج، وسخرت كل ما لديها من مال وسلاح ومرتزقة وأصحاب الفكر التكفيري والظلامي لتحقيق أهدافها الاستعمارية، لكن إرادة شعبنا وكفاحه العتيد الذي انتزع الاستقلال هي أشد عزماً وأمضى عزيمة على مواجهة الفكر التكفيري الظلامي وقوى البغي والاستعمار والعدوان التي تريد العودة بنا إلى عهود الاستعمار والوصاية والانتداب، وهو قادر اليوم وبهمة جيشنا الباسل على انتزاع النصر من المتآمرين على هذا الوطن والحفاظ على الاستقلال ورسالته الخالدة.
إن الشعب العربي السوري الذي حقق الاستقلال بصموده ونضاله ضد الاستعمار الفرنسي قبل 76 عاماً يواصل مسيرته النضالية اليوم بكل جدارة وثقة ملتفاً حول جيشه الباسل في مهمته الوطنية والقومية لملاحقة الإرهابيين وطرد الغرباء عن أرض الوطن.
إن جلاء المستعمر الفرنسي عن أرض الوطن كان ثمرة نضال وتضحيات أبناء الشعب العربي السوري بمختلف قواهم وفئاتهم وفعالياتهم، وإن صمود الشعب السوري في وجه الاستعمار الفرنسي ذوداً عن كرامة الأمة امتداد في مواجهة العدو الصهيوني والحرب الكونية الشرسة التي تشنها قوى البغي والعدوان الصهيو- أمريكي وحكومة أردوغان المدعومة من أنظمة رجعية.