تتداول وسائل الإعلام بعضها مقربا من النظام التركي معلومات عن اتصالات بين البلدين حول مكافحة الإرهاب زادها سخونة تصريح وزير الخارجية التركي بإمكانية هذا التعاون في قضايا الإرهاب والمهاجرين الأمر الذي نفته وزارة الخارجية السورية جملة وتفصيلا واعتبرتها نوعا من أنواع الهذيان السياسي من هذا النظام الذي يدعم الإرهاب وينشره في المنطقة والعالم.
من المعلوم أن الحكومة السورية دعت النظام التركي إلى القيام بمجموعة من الخطوات قبل فتح قنوات الاتصال بين البلدين ومنها وقف دعمه للإرهاب الدولي وسحب قواته من الأراضي السورية بالكامل والتوقف عن توظيف المرتزقة والإرهابيين في إطالة أمد الحرب على سورية والتوقف عن المتاجرة بمأساة اللاجئين السوريين والسماح لهم بالعودة الطوعية ودون أي شروط إلى وطنهم.
بالتأكيد لن ترفض الحكومة السورية فتح قنوات الاتصال مع نظيرتها التركية في حال نفذت هذه الخطوات وخاصة سحب قواتها من الأراضي السورية والتزمت باحترام مبادئ حسن الجوار ولكن ما يقوم به النظام التركي على أرض الواقع يحمل مزيداً من التصعيد العدواني بحق الشعب السوري حيث لا تتوقف آلته العسكرية والإرهابية عن استهدافها للمدنيين السوريين ونهب وتدمير أرزاقهم إضافة إلى مضيها بعمليات التغيير الديمغرافي الذي يخدم توجهاتها العدوانية في كل المنطقة.
إن السؤال هنا، ما هو الداعي لقيام مسؤولين من النظام التركي بإطلاق مثل هذه التصريحات الكاذبة؟
على مدى العشر سنوات الماضية من الحرب الإرهابية على سورية ركز النظام التركي على توظيف مأساة اللاجئين السوريين والمتاجرة بها على المستويات الداخلية والإقليمية والدولية، ومع مضي الوقت تحول هذا التوظيف إلى حالة للتجاذب السياسي بين الأحزاب والقوى السياسية التركية قبل كل استحقاق انتخابي داخلي وحصل ذلك إبان الانتخابات الرئاسية الماضية وأيضا في معركة الانتخابات البرلمانية ويتم تداول هذا الملف في الأوساط التركية بعيدا كل البعد عن طبيعته الإنسانية.
في الأشهر الأخيرة ومع اقتراب استحقاق الانتخابات الرئاسية التركية بدأ الحزب الإخواني الحاكم بتسخين هذا الملف الإنساني بإطلاق تصريحات كاذبة ومضللة للمجتمع التركي عن اتصالات مع الحكومة السورية حول مكافحة الإرهاب وعودة اللاجئين ليواجه الحملات الداخلية المضادة التي تحمله مسؤولية تردي الوضع الاقتصادي جراء سياساته العدوانية والفاشلة وزج تركيا في أزمات ومشاكل لا طائل منها وتحولت هذه الاتهامات المتبادلة بين الطرفين إلى رأي عام يصب في سلة المعارضة التركية الأمر الذي يحاول النظام التركي تفاديه بإطلاق تصريحات مضللة وكاذبة عن اتصالات مع سورية أو شن العملية العسكرية في شمال العراق بالتنسيق مع الحكومة العراقية التي نفت ذلك تماما.
النظام التركي يحاول التلاعب بالرأي العام لغايات انتخابية صرفه من أجل ضمان بقاء أردوغان في السلطة ليس أكثر فالسياسة التركية لا زالت تقوم على منطق العدوان وتوظيف الملفات الإقليمية بما يخدم توجهات حزب العدالة والتنمية الإخوانية.
لم يستجب النظام التركي لكل الدعوات الداخلية والخارجية بالتوقف عن التدخل في شؤون الدول الأخرى ويماطل في تنفيذ تعهداته في إطار قمم سوتشي مع الرئيس الروسي ولو كان يملك أدنى المصداقية لبادر باتخاذ خطوة إيجابية في سورية تسهم في القضاء على آخر البؤر الإرهابية التي يحميها وفي مقدمتها إدلب.
معاً على الطريق – أحمد ضوا