حتى لا نذهب بعيداً بالتحليل و اكتناز الأفكار الطوباوية التي قد يسوق بها البعض نحو أفق العلاقات الدولية و مستقبل المنظمات الدولية المسيسة التي فشلت بغباء مشغليها و أسيادها في تحقيق الاستقرار العالمي بعد الحرب العالمية الثانية و هيمنة أميركا و حلفائها العنصريين على هذه المنظمات مختلفة الأسماء و المهمات لتحقيق أهدافها المشبوهة بالسيطرة على العالم و سرقة مواردها و كل ذلك لتحقيق القوة الكاذبة التي صدقها العالم لعقود من الزمن..
التحولات الكبرى التي أصابت العالم اليوم و تكشفت بشكل سريع من البوابة الروسية التي كسرت عظم مصاصي دماء الشعوب و أظهرتها على حقيقتها أمام أول اختبار قوة حقيقي في العصر الحديث..
صحيح أن السبب المباشر لهذه التحولات كانت قيام روسيا بعملية عسكرية في أوكرانيا النازية لحماية أمنها القومي الذي أراد الأميركان و الغرب التابع أن يتلاعب به من خلال استخدام هذه الورقة المحروقة و التي ولدت ميتة..
الانتصار السوري على الإرهاب العالمي المدعوم و الممول أميركيا و أوروبياً و نفطياً بدعم من الأدوات هو الذي أسس لهذا التحول الكبير على مستوى العلاقات الدولية..
هذا النصر الذي جاء بهمة و بسالة الجيش العربي السوري و من ورائه الشعب السوري المقاوم و صمود القيادة السياسية هو من جعل الحلفاء يتمسكون بخيار دعم هذا الجيش الذي أثبت من خلال صموده و مقاومته أنه البوابة الأكثر أمانا نحو عالم جديد متعدد الأقطاب..
و لولا أن الجيش و القيادة السورية اتخذوا منحى ” المقاومة و الصمود ” في طريقة التعاطي مع ملف الإرهاب العالمي لم يكن أحدا من الدول أن يقف إلى جانبها..
القوة السورية و الصمود الأسطوري هو من رسم المعادلة و غير مفاهيم القوة الإرهابية الأميركية و الأوروبية و جعل العالم يتبع توقيت الساعة السورية..
نحن اليوم أمام مخاض ولادة نظام عالمي جديد قوامه إنهاء حالة الفوضى الذي تركها النظام الأميركي الإرهابي و من يدور في فلكه من أنظمة متداعية هزيلة تابعة سواء في المنطقة او العالم..
سورية قلب العالم و شريانه الرئيسي.. و لتأكيد ذلك على من يدور في الفلك الأميركي أن يقرأ المشهد بكل تداعياته..
هي التي فرض عليها حرب إرهابية ظالمة على مدى 11 عاما و انتصرت.. هي التي زعزعت أركان إمبراطوريات إعلامية عالمية.. و هي التي صمدت أمام أخطر حصار اقتصادي شهده العالم..
تراها اليوم تستعيد عافيتها و لم تستطع حربهم الظالمة متعددة الأبعاد أن تنال من الهيبة السورية..
على الطرف الآخر نرى كيف أن دولا كانت تعتقد أنها قوية اقتصاديا كيف انهارت بفعل الاجراءات الروسية كرد فعل على اجراءات الغرب التابع “العجوز”..
باختصار.. انه سلاح الصمود و المقاومة.. و الذي اعتادت سورية عليه عبر تاريخها الطويل من النضال و مقاومة الظلم و الاستبداد..