الثورة:
جدد أهلنا في الجولان السوري المحتل التأكيد على استمرارهم بالنضال ضد الاحتلال الإسرائيلي لإفشال مخططه الاستيطاني بإقامة توربينات هوائية على آلاف الدونمات من أراضيهم.
وأشار الأهالي خلال اجتماع عقد في مقام أبي ذر الغفاري بمنطقة المرج بين قريتي مسعدة ومجدل شمس المحتلتين إلى أن الاحتلال يسعى بكل الوسائل لتنفيذ مخططه على أراضيهم الزراعية مشددين على أنه بعد استنفاد كل السبل لوقف المخطط لم يعد أمام الأهالي إلا المواجهة في الميدان لإسقاط المخطط ومنع تنفيذ أي خطوة منه مهما كانت التضحيات وغلت الأثمان.
وقال الأهالي في بيان بختام الاجتماع إن الاحتلال يحاول عبر مخطط التوربينات سلخنا عن أرضنا التي قدمنا الدماء والتضحيات لأجلها على مدى عشرات السنوات كما يهدف إلى منع التوسع العمراني وتقييد التصرف بأراضينا والسيطرة عليها.. وفي حال أصر المحتل على المضي في مخططه فنحن أهل للمواجهة التي اتخذنا قرارها وأصبح أمراً محسوماً لا رجعة فيه.
وأكد الأهالي فرض “الحرم الديني والاجتماعي” لكل من تسول له نفسه التعامل مع سلطات الاحتلال والشركة التي أعلنت أنها ستباشر العمل بالمخطط خلال أيام مشيرين إلى أهمية هذا السلاح الذي استخدمه أبناء الجولان منذ ثمانينات القرن الماضي والتأكيد على التلاحم الاجتماعي بين أبناء الجولان لإفشال مخططات الاحتلال.
وأقام أبناء الجولان يوم الجمعة الماضي خيمة اعتصام في منطقة المنفوخة شرق قرية بركة رفضا لمخطط الاحتلال حيث أكدوا أن الأرض التي رواها الآباء والأجداد بالدماء ملك للأبناء وهم لن يسمحوا لأحد بتدنيسها مطالبين المجتمع الدولي بوقف هذا المخطط الاستيطاني الرامي لتهجيرهم والذي يشكل انتهاكاً سافراً لقرارات الشرعية الدولية.
ويعد مخطط التوربينات الهوائية من أخطر المخططات الاستعمارية التهويدية التي تستهدف الجولان السوري المحتل حيث يتضمن الاستيلاء على أكثر من ستة آلاف دونم على ثلاث مراحل.. الأولى استولى الاحتلال فيها على مساحات من أراضي القرى المهجرة “عيون الحجل والمنصورة والثلجيات” وأقام 42 توربينا عليها بارتفاع 120 متراً في انتهاك لجميع القوانين والقرارات الدولية وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981 الذي يؤكد أن جميع إجراءات الاحتلال في الجولان لاغية وباطلة ولا أثر قانونيا لها.
وتستهدف المرحلة الثانية منطقة تل الفرس حيث باشر الاحتلال العمل فيها منذ نحو شهر فيما تستهدف المرحلة الثالثة قرى مجدل شمس ومسعدة وبقعاثا وتتضمن الاستيلاء على أكثر من أربعة آلاف دونم من الأراضي الزراعية الغنية ببساتين الكرز والتفاح التي رواها أهلها خلال عقود طويلة بعرقهم وقدموا التضحيات دفاعاً عنها.
وتؤكد سورية باستمرار على أن الجولان المحتل جزء لا يتجزأ من أراضيها وتعمل على إعادة كل ذرة من ترابه إلى الوطن بكل الوسائل المتاحة باعتباره حقاً أبدياً لا يسقط بالتقادم كما تواصل دعم أهله في نضالهم ضد الاحتلال الإسرائيلي ورفضهم سياسة نهب الأراضي والممتلكات التي يتبعها الاحتلال بما في ذلك إقامته المستوطنات والتوربينات بهدف تغيير طابع المنطقة الديموغرافي والجغرافي والقانوني.
كما تؤكد الأمم المتحدة ضرورة انسحاب “إسرائيل” من الجولان السوري المحتل حتى خط الرابع من حزيران لعام 1967 ووقف جميع عمليات الاستيطان فيه مشددة على أن جميع الإجراءات التي اتخذها أو سيتخذها الاحتلال الإسرائيلي بهدف تغيير طابع الجولان السوري ووضعه القانوني “لاغية وباطلة” وتشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.