ريم صالح:
هي رسائل سورية القوية، ودروسها وعبرها في الانتصار، تتسيد المشهد الراهن، ليغدو الصفح، والمسامحة، وتتويج نهج المصالحة الوطنية، هو عنوان المرحلة، عبر سلسلة مراسيم العفو التي أصدرها السيد الرئيس بشار الأسد، وآخرها المرسوم التشريعي رقم 7 لعام 2022 القاضي بمنح عفو عام عن الجرائم الإرهابية المرتكبة من السوريين قبل تاريخ 30-4-2022 ، وهذا المرسوم يشكل فرصة جديدة لكل من غُرر به – أمريكيا،ً وغربياً، وتم استثماره، وتمويله، وتجنيده من قبل المعتدين كي يعود إلى جادة الصواب، ويساهم إلى جانب أبناء الوطن في إعادة إعمار ما دمره الإرهاب.
صدور مراسيم العفو، إن دلت على شيء، إنما تدل على قوة الدولة السورية، ومدى حرصها على أبناء هذا الوطن، واتخاذها مبدأ التسامح نهجاً لتكريس الأمان والاستقرار ولتعزيز اللحمة الوطنية، هو دليل آخر على مدى اهتمامها بإنجاح سياسة الحوار، ومسار المصالحة الوطنية، التي حققت الكثير من النتائج المثمرة التي تصب في مصلحة سلامة الوطن والمواطن، لاسيما بعد أن سقطت كل رهانات الأعداء، وتهاوت مشاريعهم التدميرية أمام صمود الشعب السوري، وبطولات جيشه الباسل.
مرسوم العفو الذي صدر يوم 2022/4/30، هو من أهم مراسيم العفو، وأوسعها شمولاً بالنسبة للجرائم الإرهابية، حيث أنه وبحسب مختصين قانونيين، لم ينص على تشميل جزء من العقوبة، وإنما جاء مطلقاً على كامل العقوبة.
كثيرة هي الرسائل والدلالات التي تحملها مراسيم العفو، فهي من جهة تساهم بشكل مطلق في ترسيخ الأمان، والاستقرار، وإعادة كل من غرر به إلى حضن الوطن، لاسيما من تم تجنيده في الخارج، ليكون قنبلة موقوتة يتم تفجيرها في وجه دولته، وجيشه، وأبناء شعبه، بل ولعل الرسالة الأهم أن سورية الأم تصفح عن أبنائها الضالين، وترحب بهم ليعودوا إلى جادة الصواب الوطنية من جديد، أما الأجانب الذين قدموا من كل أصقاع الأرض إلى بلدنا، ويحملون مختلف الجنسيات فلا صفح عنهم، وستتم محاسبتهم، ومعاقبتهم على ما اقترفوه من جرائم إرهابية.
إذاً هي سورية المنتصرة تعيد رسم المشهد الداخلي، وقائد الوطن لا يلبث يوجه الصفعات المتتالية لوجه كل من اعتدى على السوريين، وتاجر بمحنتهم، وتربص بهم شراً، وتوهم أن بمقدوره أن يشتري البعض منهم، ليكون الصفح صفح الأقوياء، والعفو من شيم المنتصرين، أما الغزاة الواهمون فمن فشل إلى عجز وإفلاس.