الثورة – السويداء – رفيق الكفيري:
أكد رئيس مجلس فرع نقابة المحامين بالسويداء المحامي غسان غرز الدين أن أهمية مرسوم العفو رقم ٧ لعام ٢٠٢٢ تأتي من حيث شموله الجرائم الإرهابية والمنصوص عنها في قانون مكافحة الإرهاب رقم ١٩لعام ٢٠١٢ وقانون العقوبات الصادر بالمرسوم التشريعي رقم ١٤٨لعام ١٩٤٩ وتعديلاته
وقال: من نظرة الدولة الشمولية الحامية والراعية لمصالح مواطنيها وإعطاء الفرصة لمن ضل الطريق للعودة بغية عودته ودمجه بالمجتمع ليكون مساهماً في إعمار البلاد لا محاولة خرابها.
ولفت غرز الدين إلى أن المرسوم وبجميع الأحوال ضمن للمتضررين من تلك الجرائم حقهم بإقامة دعاوى مدنية للمطالبة بالتعويض أمام المحاكم المدنية المختصة.
وأضاف من الملفت بالمرسوم أنه لم يشترط مراجعة مرتكبي الجرائم المشمولة بالعفو لأي جهة لتشميل تلك الجرائم بالعفو، ويأتي تتويجاً لتضحيات وانتصارات جيشنا العربي السوري البطل الذي يقاتل المحتلين ومرتزقتهم على مساحة الجغرافية السورية والجدير بالذكر أن هذا المرسوم لا يشمل الإرهابيين الذي تم استقدامهم من الخارج, ويأتي استكمالاً لمشروع المصالحات الوطنية التي تقوم وتدعمها الدولة.
العدالة غاية كل توجه للدولة..
وقال الدكتور فايز عز الدين أمين سر فرع اتحاد الكتاب العرب بالسويداء إنه منذ بداية الحرب الإرهابية على سورية عام 2011 حتى اليوم وفي كل زمن مناسب كان السيد الرئيس بشار الأسد ولا يزال يصدر مراسيم العفو عن الجرائم المرتكبة من قبل الذين غرر بهم حتى يتمكنوا من العودة إلى حضن الوطن ويمارسوا حياتهم الوطنية آمنين في ظل السلم الاجتماعي الذي تحرص الدولة بقيادة السيد الرئيس عليه دوماً، وفي هذا العام أصدر السيد الرئيس المرسوم الأول في 25 / 1 / 2022 الذي قضى بمنح عفو عام عن جرائم الفرار الداخلي والخارجي, ليأتي بعده المرسوم رقم 7 الذي قضى بمنح عفو عام عن الجرائم الإرهابية المرتكبة من السوريين قبل تاريخ 30/4/2022 عدا القتل والخطف وأن هذا المرسوم لا يؤثر على الحق الشخصي, ومن يلحقه ضرر ما يمكن أن يقيم دعوى أمام المحاكم المدنية المختصة، وأشار الكاتب والمحلل السياسي عز الدين إلى أنه حين نحلل المغزى الوطني الذي يتوجه إليه السيد الرئيس من مثل هذه المراسيم نتوقف عند المعنى الإنساني الذي يرغب السيد الرئيس أن يعممه في بلدنا الغالي الذي دأبت مؤامرات الأعداء الأمروصهيونية على إضعاف الدولة وتفكيك المجتمع وصولاً إلى تقسيم سورية إلى دويلات ومن ثم تقاسمها.. والمعنى الوطني أن الدولة مهما ارتكب مواطنها ما يتعارض مع القانون جاهزة لأن تفتح له بوابات العودة إلى حضن الوطن شريطة ألا يكون قاتلاً، والمعنى الحقوقي أن الدولة حين تحتجز المواطن لزمن حتى تكون العدالة قد أخذت دورها فإنها بالوقت نفسه جاهزة لمساعدة المواطن على إعادة تأهيل نفسه بروح الوطنية السليمة، والغاية من كل مرسوم أن تكون العدالة دوماً هي غاية كل توجه لدولة الشعب، ولا ننسى أن الأعداء كعادتهم يحاولون تشويه الغايات النبيلة لمثل هذه المراسيم لكن المواطن المخلص اكتشف ذلك ولم يعد يأخذ بما تروجه وسائل الإعلام المعادية.
من جهته قال المهندس أنور الحسنية رئيس مكتب الثقافة والإعداد والإعلام الفرعي يأتي مرسوم العفو الذي أصدره السيد الرئيس بشار الأسد بخصوص الجرائم الإرهابية خطوة جديدة للدولة السورية في تعاطيها مع نتائج ومنعكسات وتداعيات الحرب العدوانية الإرهابية على سورية، ودلالة واضحة عن اتساع وعمق النظرة للإنسان والمواطن السوري، حيث لم تطل آثار هذه الحرب البنيان المادي وحسب، وإنما البنيان البشري أيضاً، وبالتالي أكد هذا المرسوم حرص الدولة على ممارسة مسؤوليتها تجاه المواطنين الذين مارسوا أعمالاً تضر بمصلحة الوطن والمواطن، وحرفتهم ظروف وتأثيرات هذه الحرب عن الخط الوطني وإدراك أهداف وطبيعة المخططات الخارجية التي تم رسمها لإسقاط سورية وإنهاء دورها القومي والإقليمي.
وأشار الحسنية إلى أنه من جانب آخر يندرج هذا المرسوم في إطار تعزيز جهود الدولة المستمرة لإنجاز مسار التسوية والمصالحات على المستوى الوطني، وقد برز من خلال الإقبال الكثيف على مراكز التسوية مدى تمسك المواطن السوري بالدولة ومؤسساتها ورغبته في الاندماج بعجلة الحياة والإسهام في بناء الوطن والدفاع عنه، ويبقى القول بأن هذا المرسوم بمضمونه ومعانيه يعكس مدى حرص واهتمام السيد الرئيس بشار الأسد بجميع أبناء الشعب وقراءته الشاملة والموضوعية للمصلحة الوطنية ومصالح جميع المواطنين، خاصة أن المرسوم لم يشمل جرائم القتل ويبقي على الحق الشخصي، ومع إصدار هذا المرسوم تؤكد سورية من جديد أنها ماضية في تجاوز آثار الأزمة، وفي الإصرار على إعادة إعمار الوطن وبنائه وأن قوى العدوان والإرهاب لم تستطع هدم بنيان الإنسان السوري ووعيه وانتمائه الوطني.
وأشار الشيخ نجدو العلي مدير مكتب الأوقاف في السويداء والقنيطرة أن العفو الرئاسي في نهاية شهر رمضان الذي أصدره السيد الرئيس بشار الأسد ذكرنا بعفو النبي صلى الله عليه وسلم عن أهل مكة عندما دخلها فاتحاً في رمضان فقال لهم (اذهبوا فأنتم الطلقاء) نعم فقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم، أعظم درس في التاريخ في برّ الوطن، كذّبه قومه، واتّهموه بالسّحر والجنون، وحاصروه في شِعب أبي طالب، ونكّلوا بأصحابه، وتوّجوا كل هذا بالتآمر على قتله، ولكنّه يوم هاجر وقف على مشارفِ، مكة، وقال والأسى يملأ قلبه: واللهِ إنكِ لأحبّ بلاد الله إليّ، ولولا أن قومكِ أخرجوني ما خرجتُ.. ثم دار الزمان بينه وبين قومه، في صراع عقيدة، لا صراع تراب وحدود وغنائم، ثم قضى الله أن النّبي الذي خرج وصاحبه خلسة تحت جنح الظلام مهاجرَين إلى المدينة أن يدخلها في وضح النهار بجيش جرار، لم تستطع قريش أن تقاتله فسلمت له، ثم لما ملكَ الرقاب، قال لهم قولته الشهيرة: اذهبوا فأنتم الطلقاء، وها هو السيد الرئيس بشار الأسد يصدر عفواً شاملاً، عنوانه المسامحة أو الصفح الجميل، عفو عنوانه ليس محصوراً بمقولة العفو عند المقدرة فحسب بل هو درس يعلمنا أن الأوطان لا تُطعن مهما عقّ أبناؤها.
وقال المحامي رامي حاتم لقد جاء مرسوم العفو واضحاً ودون أي شروط ولا يحتاج إلى أي تفسير أو تأويل، وهو يعد الأول لكونه شمل الجرائم الإرهابية، وهو غير مسبوق، لافتاً إلى أن المرسوم جاء ذا شقين وهما الحق العام والحق الشخصي، فالعفو شمل الحق العام /حق الدولة/ دون التفريط بحق الأفراد ولاسيما المتضررين من الأعمال الإرهابية، حيث احتفظ المرسوم بحق الأفراد المتضررين من خلال إقامة دعوى بحق الإرهابيين أمام القضاء المدني، ويبقى أن نقول صدور المرسوم يدل على قوة وثقة المنتصر، وهو قرار جريء وشجاع، مضيفاً هذا المرسوم غير مسبوق وخاصة أنه شمل من قام بأعمال إرهابية ضد الدولة السورية، وذلك لفتح أبواب العودة لحضن الوطن أمام من غُرر بهم من قبل أعداء الوطن، وتالياً عودتهم من جديد إلى مجتمعهم وممارستهم لحياتهم الطبيعية والاجتماعية والعملية بين أهلهم.
وقالت جونا حمزة عضو مجلس إدارة جمعية رايات الشهداء إن المرسوم مكرمة جاءت من سيد الوطن في أيام الأعياد لتضفي الفرحة على قلوب السوريين كافة ولاسيما أهالي المفرج عنهم، ويأتي استكمالاً لسلسلة المصالحات والتسويات التي تمت سابقاً.