الملحق الثقافي:غسان شمه:
وجبة درامية دسمة شهدها الموسم الرمضاني المنصرم، تابع خلالها المشاهد السوري عدداً كبيراً من الأعمال التي تراوحت بين البيئي والاجتماعي والكوميدي.. وكان من اللافت الجدل الكبير الذي أثارته الأعمال الاجتماعية المعاصرة سواء في طريقة تناولها لبعض الأحداث أو الشخصيات أم في المقاربة الصادمة التي نقلت من خلالها صوراً ووقائع حظيت بكثير من الاهتمام والجدل على مستويات متعددة.
والغريب في الأمر مهاجمة البعض لهذه الأعمال باعتبارها تقدم صورة غير دقيقة للواقع، معتبرين لغة التعميم خطأ كبيراً.
من حيث المبدأ فإن لغة التعميم خطأ وليست مقبولة، لكن من الطبيعي أن تقدم الدراما نماذج من شخصيات للإشارة إلى مكمن الخطأ، والحديث بأننا لا نعاني من وجود هذا النموذج أو ذاك.
من نافل القول إن الصراع في العمل الفني أو الدرامي يحتاج إلى نماذج للتدليل على مقولاته وطروحاته الفكرية والنقدية، وليس من طبيعته التعميم إلا ما ندر، والغاية الأساسية الإشارة إلى مكمن الخطأ لمعالجته، ومشروعية الطرح تتأتى من الواقع نفسه.. ألا تتحدث وسائلنا الإعلامية عن الكثير من وقائع الفساد هنا وهناك؟ ألا نسمع عن قرارات الحجز على أموال هذا المسؤول أو ذاك؟ أليست الرشوة منتشرة في قطاعات متعددة من حياتنا اليومية؟ أليست الكثير من الوقائع معروفة للجميع؟
لذلك أليس من الطبيعي أن يحاول، من يمتلك القدرة، كشف مواطن هذا الخلل باعتبارنا جميعاً نتطلع بكثير من الأمل لصورة مختلفة وأكثر إشراقاً في تفاصيلها ؟
أليست الدراما من الوسائل الإعلامية والنقدية المعنية بهذا الشأن ويحق لها الخوض فيه؟
التاريخ:الثلاثاء10-5-2022
رقم العدد :1094
التالي