قوالب الفرح

الملحق الثقافي: شهناز صبحي فاكوش :

عوالم الحياة وجوهها كثر تتأرجح بين الجيد والأجود، والسيىء والأسوأ في بعض الأحيان، لكنها لا تتحرى السوء والشر إلا أن كانت بذرة الخير نضبت رشيماتها من قلب الإنسان فأجدب وأمحل كأرض عز عنها الغيم فيبست وتشقق وجهها وسرى لقلبها معلناً الجفاف في مواسم الإزهار.
جميل أن يعتاد المرء زرع الابتسامة على محياه مع رشق أولى قطرات الماء على وجهه عند استيقاظه صباحاً، لتصبح إدماناً لا يفارق كفيه وشفتيه، تنعكس من مرآة صفائه على وجوه الآخرين.. تعبر معهم ساعات النهار حلوها ومرها، تلازمهم إلى مضاجعهم تستلهم أمل الغد.
يقابل المرء في صباحات أيامنا، شراسة كأنه سيدخل معركة مع بداية يومه.. لكن يمكن لتلك الابتسامة تفكيك قواها.. كأنها تهديه قالب فرح مزين بالحب.. مثل حلوى لم يتذوقها مشتاقها من زمن. ابتسامة تمنح الأمل مع إشراقة شمس الحياة، تشق له درب السعي نحو الحكمة والمعرفة.
الحياة إجازة عابرة بين موت سابق قَعَّرَ حياتنا.. وموت آت لا محيص عنه.. فالراحلون أحبة، بتلات ورد في بستان الخلود.. لا نعرف متى يطلق قطار رحيلنا صافرته لنستقله، وهم مازالوا ينتظرون في محطة الاستقبال ليعانقونا.. فهل أفرغنا عقولنا من زخم ما فيها إرثاً للباقين بعدنا.
هل عبأنا مزودنا للحياة الأخرى حتى لا نحتاج أحداً.. فكلٌ يحتاج ما حمل وليس من فائض.. هل عشنا إنسانيتنا كما يجب وتقاسمناها مع الآخرين.. لنرى ما في مزودنا، كم كلمة جبرت خواطر المكسورين، كم لقمة أطعمت جائعين، كم ثوباً أهدينا لمهجّر ترك منزله مكرهاً بما يستر جسده.
الشمس تشرق كل يوم من خلف الجبال العالية، تمنحنا نوراً ودفئاً، تعلمنا كيف نستفيد منهما. أما من ارتدوا ثوب الرداءة والتصق تحت جلودهم، عقروا الشمس على مذبح الإنسانية، حتى صارت أسلوب حياتهم، وصار القبح ابناً شرعياً لهم، يقبع في زوايا حيواتنا، خائناً أو جاسوساً لصالحهم.
مع قسوة الأيام صدأ الصبر وانفضت ألوانه، صار هلامياً باهتاً، لم يبق منه إلا المرارة والعلقم وبقيت زواريب العمر مضمخة بأكف الدماء، كأنها منذورة لطرد العين.. تشتت ألوانها، إلا أنها في القلوب قانية الجراح، نُدبها تنز مثل غيمة عز عليها إسقاط طلها، لتترك تراب الأرض للريح.
لنرسم قوالب الفرح ابتسامةً على وجوهنا، ونزينها بالحب والمودة، فَنَئِدُ أضغاناً فرضتها علينا السنين العجاف، نفتح موائد التسامح، نقابل السوء بالخير، فتكون البسمة بعشر أمثالها، تهدى للجائع والمتشوق؛ من نسي رسمها. علّ الغيم يسقي العطاش. فينبت خيراً يشبع شحيح الروح.
عسى ألا يلهينا تكاثر الأزمات عن صوغ مواسم الفرح على وجوه الأطفال، من عضّت عليهم أنياب الحياة فازدادت أوصالهم ارتعاشاً، واصطكت أوراق عمرهم الغض، كأنهم يعبرون خريف أعمارهم فوق فجوة الزمن الطارئ.. فهلّا من أيد تتشابك لتخوض معهم معترك الحياة وتحميهم..
عندها يمكنهم تذوق نعمة حلاوة قوالب الفرح، المزينة بحب الحياة، التي تدعوهم لرسم الأمل في معالم قادمات أيامهم، حين تشتد سواعدهم.. فيصير العمل منارة أيامهم.. والأيام أعياد.
التاريخ:الثلاثاء10-5-2022
رقم العدد :1094

آخر الأخبار
سرقة 5 محولات كهربائية تتسبب بقطع التيار عن أحياء في دير الزور "دا . عش" وضرب أمننا.. التوقيت والهدف الشرع يلتقي ميقاتي: سوريا ستكون على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين إعلاميو اللاذقية لـ"الثورة": نطمح لإعلام صادق وحر.. وأن نكون صوت المواطن من السعودية.. توزيع 700 حصة إغاثية في أم المياذن بدرعا "The Intercept": البحث في وثائق انتهاكات سجون نظام الأسد انخفاض أسعار اللحوم الحمراء في القنيطرة "UN News": سوريا.. من الظلام إلى النور كي يلتقط اقتصادنا المحاصر أنفاسه.. هل ترفع العقوبات الغربية قريباً؟ إحباط محاولة داعش تفجير مقام السيدة زينب.. مزيد من اليقظة استمرار إزالة التعديات على الأملاك العامة في دمشق القائد الشرع والسيد الشيباني يستقبلان المبعوث الخاص لسلطان سلطنة عمان مهرجان لبراعم يد شعلة درعا مهلة لتسليم السلاح في قرى اللجاة المكتب القنصلي بدرعا يستأنف تصديق الوثائق  جفاف بحيرات وآلاف الآبار العشوائية في درعا.. وفساد النظام البائد السبب "عمّرها" تزين جسر الحرية بدمشق New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق