الثورة – حمص – سهيلة إسماعيل:
ليست مشكلة تلوث مياه الشرب بالطارئة في أحد شوارع بلدة حسياء هي المشكلة الوحيدة المتعلقة بمياه الشرب. فسكان البلدة البالغ عددهم حوالي 17 ألف نسمة مع المهجرين من مناطق أخرى خلال فترة الحرب الإرهابية يعانون من قلة مياه الشرب, ومن سوء توزيعها في حال توافرها, فيجدون أنفسهم مضطرين لشراء المياه اللازمة لتلبية احتياجاتهم اليومية الضرورية ما يحمِّلهم أعباء مادية إضافية هم بغنى عنها وخاصة في ظل الظروف الحالية وما تشهده من سوء الأحوال الاقتصادية.
وفي تفاصيل ما يحدث أفاد رئيس مجلس البلدة أحمد إدريس أن البلدة تملك أربع آبار ارتوازية ومياهها الجوفية غزيرة بدليل وجود المدينة الصناعية وما يتم استهلاكه من مياه, لكن المفارقة أن بئراً واحدة تعمل والأخريات معطلات, ونتيجة لمطالبة البلدية بإصلاحها, عملت مؤسسة المياه والصرف الصحي في حمص على إصلاح إحداها منذ حوالي الشهرين, ولأن تكلفة الإصلاح تتجاوز الخمسة ملايين ليرة سورية خاطبت الوزارة وحتى الآن لم يحصل شيء, أما البئر الثانية فاقترح مدير مؤسسة المياه أن يتم إصلاحها عن طريق العمل الشعبي. والبئر الثالثة –بحسب رئيس البلدية- تحتاج لمحرك وقد طالبت البلدية أكثر من مرة بتركيب المحرك المطلوب, وفي كل مرة يكون الجواب ذاته: لا يوجد لدى المؤسسة محركات حالياً…!! وسعياً من البلدية والمقتدرين من سكان القرية لإيجاد حل لمشكلة المياه المزمنة, تم منذ ثلاثة أشهر إصلاح بئرين عن طريق العمل الشعبي, إحداهما بتكلفة ثمانية ملايين ونصف ليرة سورية, والثانية بتكلفة ثلاثة ملايين و800 ألف ل.س. وبعد الإصلاح عملت البئران لمدة شهر واحد فقط, ثم تعطلتا من جديد وذلك بسبب إهمال الموطفين المسؤولين عنهما. ما أدى إلى تفاقم المشكلة وازدياد معاناة السكان. وقد عرفنا من بعض السكان بوجود فئة مستفيدة من الوضع الحالي لمشكلة مياه الشرب حيث يتراوح سعر الـخمسة براميل بين خمسة وستة آلاف ليرة سورية.
وبالعودة إلى مشكلة تلوث المياه لدى بعض المشتركين في أحد أحياء البلدة ذكر إدريس أنه تم الكشف على شبكة الصرف الصحي الموجودة وتبين أنها سليمة ولا يوجد أي تسريب منها. وينتظر المتضررون أن يتم الكشف على وصلات الصرف الصحي الخارجة من منازلهم من قبل رئيس الوحدة الاقتصادية في البلدة عملاً بتوجيه مؤسسة المياه والصرف الصحي.
وهكذا تبقى معاناة سكان بلدة حسياء مستمرة بانتظار أن تأخذ الجهات المعنية موضوع إيصال مياه نظيفة وكافية على عاتقها لتريح جيوبهم. أو ينطبق على البلدة قول الشاعر طرفة ابن العبد:
كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهرها محمول.