الآن وبعد أن أعلنت التربية عن أسلوب وضع الأسئلة الامتحانية للشهادتين التعليم الأساسي والثانوية، والتي بينت فيها أنه وضعها لدورة هذا العام ستكون مختلفة عن أسلوب السنوات السابقة، مبينة أنها ستبتعد عن التكرار الذي يراهن عليه بعض الطلاب بناء على توقعات مدرسيهم، وستركز على تغيير النمط الامتحاني “التلقيني” واستبداله بالأسئلة الاستنتاجية الكفيلة بامتحان قدرات الطالب وبما اكتسبه من مهارات، علماً أن نموذج الأسئلة سيتضمن 60% أسئلة استنتاجية و40% حفظيه لكل مادة، وذلك بغية تغيير نوعية المتفوقين من متفوق “حفظي” إلى آخر “فهمي” ، بما يضمن بالتالي تقديم مخرجات قادرة على اختيار اختصاصها في المرحلة الجامعية بما يتناسب وقدراتها المعرفية وميولها العملية والأدبية.
طبعاً هذا صحيح فيما إذا كان المدرسون قد وضعوا طلابهم خلال العام الدراسي بكيفية وضع الأسئلة الامتحانية، لكن على ما يبدو أن التربية عندما تضع التلاميذ والطلاب بمثل هكذا خبر قبل الامتحانات بأيام قليلة تكون قد وجهت لهم ضربة صاعقة ،كونه جاء كما قلنا قبل الامتحانات بأيام قليلة جداً، ونشير هنا إلى أن هذا الخبر يخالف كل توجهات التربية المتعلقة بمعالجة الرهاب الامتحاني، هذا الرهاب الذي نظمت له ندوات وورشات عمل عديد لإزالة عامل الخوف من نفوس التلاميذ والطلاب ،ونذكر هنا إلى صعوبات المرحلة على المتعلم وأسرته وبيئته المدرسية وعدد من النواحي النفسية والسلوكية الإيجابية والسلبية التي ترافقه في فترة الامتحان وما قبل الامتحان، وكلنا يعلم أن الاستراتيجيات التربوية تهدف إلى مساعدة الطلاب في هذه الفترة الحساسة التي تتطلب بأن تكون الامتحانات ثمرة مزهرة لهم لا كابوس يؤرق راحتهم.
ولا نكون مجارين الحقيقة إذا ما قلنا أن الكثير من المدارس لم تنجز الخطة الدرسية، ونعتقد أن ما تم الإشارة إليه من قبل الكثير من الطلاب وأهاليهم خلال لقاء وزير التربية التلفزيوني على القناة المحلية والفضائية التربوية إلى تلك المسألة، وهنا السؤال الذي يطرح نفسه :
ماذا كان بوسع هؤلاء الطلاب إلا باللجوء إلى الدروس الخصوصية التي باتت كابوساً على كاهل أهاليهم ..؟ كان من المفترض أن تكون هناك متابعة جادة من قبل المعنيين في الوزارة والمديريات لمعرفة أي المدارس التي لم تلتزم بتنفيذ الخطة الدرسية ومحاسبة المقصرين.
قد لا ننكر أن لقاء الوزير قد أكد المؤكد بأن لا مبرر لخوف الكثير من التلاميذ والطلاب، منهياً الجدل حول تغيير نمط الأسئلة الامتحانية، حيث أشار بأنه لن يكون هناك أي تغيير على نمط الأسئلة وستبقى كما هي منذ تم تغيير المناهج لتكون استنتاجية ،كما لن يكون فيها نماذج من أسئلة امتحانية سابقة، بمعنى أنه لامجال لتغيير هذا النهج الذي تنتهجه التربية في الامتحانات لدورة هذا العام، لكنه أعطى بصيص أمل للكثيرين من طلاب الثانوية عندما أشار إلى أن نتائج امتحانات هذا العام ستشهد تزايداً في أعداد الطلاب المنتسبين للكليات الطبية “عندما قال: ” هذا العام سيكون هناك عدد أكبر من الطلاب الذين سيدخلون الكليات الطبية ، والعام الماضي دخل أكثر من 7000 طالب في السنة التحضيرية وهذا لم يحصل من قبل “.
بكل الأحوال ما نتمناه من المراقبين ألا يكونوا سيفاً مسلطاً على رقاب الطلاب ونقطة من أول السطر.