من النص إلى الفرجة السؤال كيف نقول…؟!

الملحق الثقافي: سلام الفاضل :

قد يلجُ أحدنا مسرحاً ما بغية حضور عرض مسرحي، فيتخذ مكانه على كرسي وثير بين الجمهور وهو يناظر خشبة المسرح، منتظراً أن تُرفع الستارة الحمراء، وتتعالى أصوات الموسيقا، وصخب الممثلين إيذاناً ببدء العرض. ومع بدء العرض، وتوالي ظهور شخوصه واحداً إثر الآخر، وتعالي هتاف الجمهور، وتصفقيه ابتهاجاً بحوارية ممتعة، أو أداء فني متقن، أو مشهد مميز ندرك حينها حالة التماهي التي نعيشها، والتي تنقلنا إليها على جناحين من شغف الفرجةُ المسرحيةُ التي لا تقتصر فقط على فنانين مسرحيين محترفين في أداء أدوراهم، ولكنها تتعداهم إلى خلية نحل متكاملة تعمل قبل العرض وأثنائه ليخرج بأبهى حلة إلى الجمهور، وتنسحب على فنيي السينوغرافيا، ومصممي الأزياء، والموسيقيين، والمخرج، وقبل كل شيء مؤلف هذه الفرجة المسرحية، وناظم سطورها، وضابط إيقاع الشخوص وحوارياتهم. فعند المؤلف تبدأ حكاية هذا العرض المسرحي منذ الصفحة البيضاء الأولى التي يصوغ على بياضها رؤية هذا العمل، وأسماء شخوصه، وهيئاتهم. لتُنقل المهمة لاحقاً إلى المخرج،فالممثلون الذين يعملون على تحويل ما كُتب ونُسج من شخوص ورقية، إلى عرض مرئي قوامه شخوص مسبوكة من لحم ودم، وروح وانفعالات.
والسؤال هنا يتناول لحظة التحول تلك، إذ كيف يتحول النص المكتوب إلى فرجة مسرحية؟ وهل ثمة عقبات تعترض ذلك؟ وللوقوف على إجابة هذين السؤالين تحرّينا رأي الكاتب والمخرج المسرحي والصحفي الأستاذ سامر محمد إسماعيل الذي تحدث بدايةً عن تجربته في الكتابة للمسرح قائلاً: «إنني أسعى في ذلك دائماً إلى ما يمكن تسميته الكتابة إلى الخشبة، بحيث لا أقدم أدباً مسرحياً، أو نصوصاً بعيدة عن التصور الإخراجي، أي إنني أكتب كتابة إخراجية للمسرح، وهذا ينطبق على تجاربي المسرحية جميعها، بدءاً بمسرحية (ليلي داخلي)، وصولاً إلى مسرحية (تصحيح ألوان)، ومؤخراً مسرحية (تجربة أداء)؛ فبرأيي أن الكتابة للمسرح هي كتابة تقترب من فن السيناريو، ولكنها تتعلق بالشرط الفني للمسرح». ويتابع إسماعيل معقّّباًً على هذا النوع من الكتابة المسرحية بأنه شكل فني من الكتابة هو غائب اليوم، إذ يرى: «إن جلَّ ما كُتب للمسرح كان عبارة عن نصوص أدبية، بقيت رهينة رفوف المكتبات، وهي بعيدة عن الدرامية، وبعضها يحتاج إلى إعداد فني لتكون جاهزة للعرض على الخشبة». مؤكداً في معرض كلامه: «إن الكتابة للمسرح تتطلب دراية بالمهن والاختصاصات المسرحية كلها بدءاً بفن التمثيل، إلى المكياج، والديكور، والأزياء، والإضاءة، وسواها، وعليه ينبغي على الكاتب المسرحي أن يُلمَّ بذلك، وأن يحمل تصوراً ورؤية للتوجه العام للأداء، والشكل الفني الذي يرغب في تقديمه؛ وهذا كله ما يجب على النص المكتوب أن يتضمنه». ويوضح إسماعيل في ختام كلامه أن الكتابة للمسرح، أو السينما، أو التلفزيون تتطلب معارف وخبرات كثيرة، وفقاً للشرط الفني لكل فن من هذه الفنون، ومُردفاً على حدّ تعبيره: «إن ثمة مشكلة بنيوية في هذا النوع من الكتابة، فقلّة هم من يدركون أن هذه الكتابة يجب أن تكون دقيقة، وذات رؤية فنية شاملة، وتقدم مقترحاً جديداً على صعيد الشكل، وعلى صعيد المعالجة الفنية؛ فسؤال الفن هو ليس ماذا نقول، ولكن كيف نقول…». وفي الختام يمكن القول إن إدراك لحظة التحول بين النص المكتوب والعمل المرئي هو إدراك ينبغي أن يكون واعياً، وأن يبدأ عند المؤلف الذي ينبغي أن يكون عارفاً ومُلماً بتفاصيل ما يكتب عنه وإليه، بحيث يقدم إلى المخرج مادة درامية غنية، وقابلة أن تتحول إلى فرجة هادفة وممتعة.

التاريخ:الثلاثاء24-5-2022
رقم العدد :1096

آخر الأخبار
سرقة 5 محولات كهربائية تتسبب بقطع التيار عن أحياء في دير الزور "دا . عش" وضرب أمننا.. التوقيت والهدف الشرع يلتقي ميقاتي: سوريا ستكون على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين إعلاميو اللاذقية لـ"الثورة": نطمح لإعلام صادق وحر.. وأن نكون صوت المواطن من السعودية.. توزيع 700 حصة إغاثية في أم المياذن بدرعا "The Intercept": البحث في وثائق انتهاكات سجون نظام الأسد انخفاض أسعار اللحوم الحمراء في القنيطرة "UN News": سوريا.. من الظلام إلى النور كي يلتقط اقتصادنا المحاصر أنفاسه.. هل ترفع العقوبات الغربية قريباً؟ إحباط محاولة داعش تفجير مقام السيدة زينب.. مزيد من اليقظة استمرار إزالة التعديات على الأملاك العامة في دمشق القائد الشرع والسيد الشيباني يستقبلان المبعوث الخاص لسلطان سلطنة عمان مهرجان لبراعم يد شعلة درعا مهلة لتسليم السلاح في قرى اللجاة المكتب القنصلي بدرعا يستأنف تصديق الوثائق  جفاف بحيرات وآلاف الآبار العشوائية في درعا.. وفساد النظام البائد السبب "عمّرها" تزين جسر الحرية بدمشق New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق