الثورة_دمشق_عادل عبد الله:
تضافرت الجهود وتضاعفت الأبحاث الطبية في السنوات الأخيرة حول الأمراض النادرة التي تتسم بتنوع كبير في الاضطرابات والأعراض، بحيث تتفاوت من مرض إلى آخر ومن مريض إلى آخر حتى وإن كانا مصابين بالمرض نفسه.
وحسب ما أكده لـ “الثورة” مدير عام الهيئة العامة لمستشفى دمشق “المجتهد” الدكتور أحمد عباس فإنه لسنوات طويلة كان أصحاب الأمراض النادرة وذويهم يعانون من ندرة المعلومات حول مرضهم وصعوبة التشخيص وقلة الأبحاث. لكن هذا المجال شهد تقدماً ملحوظاً أدى إلى فهم بعض تلك الأمراض وآلية حدوثها فتم التوصل إلى علاجات تحد من معاناتهم أو تجعلهم على دراية بمرضهم فيدركون كيفية التعايش معه.
ولفت إلى جهود الكوادر الطبية والمستمرة في الهيئة بمتابعة البحث والدراسة لتقديم أفضل النتائج العلاجية خدمةً للمرضى، وأن إدارة المستشفى تعطي الجانب العلمي درجة عالية من اهتمامها كونه يساهم في صقل الخبرات وتطويرها ليصب في مصلحة طرفي الخدمة (الطبيب والمريض).
وفي ضوء ذلك نجحت كوادر المستشفى مؤخراً في تشخيص وعلاج حالة نادرة وكان لثمرة جهدهم وعملهم نشرها في مجلة مُحكّمة عالمية، منوهاً بأنها ليست المرة الأولى بل سبقتها حالات عديدة نشرت أيضاً، مبيناً أن الحالة الجديدة لسرطان معدة منتشر، متقدم لشابة عشرينية، من قبل الفريق الطبي اختصاصي أمراض هضمية الدكتور مازن البطاح، الدكتور معروف الحلبي، الدكتور صدام السيد.. مبيناً أنها من الحالات النادرة التي تصيب الشباب بعمر أقل من 30 عاماً، حيث يُعد سرطان المعدة مرضاً مميتاً له أعراض مبكرة غامضة (غير نوعية)، أظهر حدوثه والتشخيص عند المرضى الصغار تبايناً كبيراً وتأخيراً في الكشف، وهو المتغير الأكثر أهمية في تشخيص المرض.
وبين الدكتور عباس أنه في الحالة التي طرحتها شعبة أمراض الهضم للبحث والتوثيق من خلال التشخيص ليصار فيما بعد نشرها في مجلة مُحكّمة عالمية هي لـ شابة عمر 27 عام مصابة بسرطان المعدة منتشر و تشخيصه متأخر تعاني من تعب وفقدان شهية وآلام بطن إقياءات وأعراض غير نوعية مختلفة.
وأوضح أنه أجريت جميع الاستقصاءات والفحوصات الطبية والمخبرية والشعاعية، حيث أكدت جميعها وجود سرطان متباين بشكل من المعدة بعد ذلك تم تحويل المريضة إلى مستشفى الأورام التخصصي للمتابعة والعلاج التلطيفي.
وأشار الدكتور عباس أنه لا يزال سرطان المعدة سبباً رئيسياً للوفاة في العالم، حيث يمثل أكثر من مليون حالة جديدة في عام 2020 وما يقدر بنحو 769000 حالة وفاة، ويحتل المرتبة الخامسة في الإصابة والرابع في الوفيات، ويصيب الرجال أكثر من النساء بمعدل مرتين ويعد المرض منتشرا عند الفئات العمرية بين 50- 60 سنة ومن النادر وغير المعتاد إصابة الأعمار من 30 وما دون، موضحاً أن تعدد عوامل خطر الإصابة بسرطان المعدة، مثل: النظام الغذائي (الأطعمة المالحة، واللحوم المدخنة، والفلفل الحار، ونقص الفواكه والخضروات الطازجة)، كما أن التدخين وإدمان الكحول والاستخدام طويل الأمد لمثبطات مضخة البروتون وفقر الدم الخبيث من بين عوامل الخطر.
وأضاف أن عوامل الخطر الأخرى هي التاريخ الوراثي والعائلي للسرطانات مثل سرطان القولون والمستقيم الوراثي غير السلائلي (متلازمات لينش الأول والثاني) وداء السلائل الورمي الغدي العائلي (FAP)، منوهاً بأنه في الحالة التي راجعت الهيئة لا يبدو أن أياً من هذه العوامل صحيحاً.