الثورة -ظافر أحمد أحمد:
تؤدي مواقف نظام أردوغان تجاه تصنيفاته للإرهاب إلى امتلاكه هوية النظام الإرهابي بامتياز، وأصبح لتركيا المصنفة (دولة علمانية) هوية متناقضة بين خلطة (علمانيتها وإخوانية الحزب الحاكم لها منذ 2002) فولّدت نظاماً مشبعاً بالتطرف والطربوش العثماني ولكن بربطة عنق تتناسب مع الانتماء التركي للسياسات الغربية وحلف ناتو.
في التركيز الأممي على مفهوم الإرهاب عادة ما يتم التركيز على ما يسمى الصراعات المعقدة نتيجة وجود جهات فاعلة مدججة بالأسلحة من غير الدول وهي تنظيمات مشبعة بإيديولوجيات متطرفة تزعزع استقرار دول وأقاليم ومناطق عديدة بأسرها.
ومع التباين والتناقض الدولي في التعامل مع أشهر التنظيمات التي تمّ تصنيفها إرهابية بتوافق أممي (القاعدة- داعش- جبهة النصرة)، فإنّ وقائع الأحداث في سورية كشفت بوضوح العلاقة العضوية بين هذه التنظيمات ونظام أردوغان، الذي اقتدى بالولايات المتحدة في طريقة (صناعتها للتنظيم الإرهابي الأشهر داعش) كي تعتمد عليه في خدعة مكافحته وبحجة هذه المكافحة تتدخل في شؤون الدول وصولاً إلى امتلاكها كامل مواصفات المحتل..، وكما زعمت واشنطن بأنّها هزمت داعش في منطقة الجزيرة السورية فهي وضعت قواعد غير شرعية لها في الجزيرة تشكل خطراً لا يقل عن خطورة داعش.
وإذ تعامل نظام أردوغان بذات الأسلوب مع تنظيم داعش بدعم تغلغله في الجغرافيا السورية، فإنّ أردوغان يرتبط بعلاقة عضوية مع التنظيم الآخر الإرهابي (جبهة النصرة) الذي يتقاسم معه مساحة من الجغرافيا السورية، كما أنّه صنّع خلطة من المرتزقة الإرهابيين ونظمّهم ودرّبهم ويعتمد عليهم في عملياته العسكرية التي يستهدف بها الشمال السوري، ويحضّرهم كأدوات للتغيير الديمغرافي في الشمال السوري ويريد أن يجهّز لهم (منطقة آمنة) في الجغرافيا السورية لتكون متخمة بتنظيمات إرهابية تحت شعار حماية تركيا من التنظيمات الإرهابية.
التدقيق في تطوّر علاقة نظام أردوغان بالتنظيمات الإرهابية، يكشف تشكيل حزب العدالة والتنمية التركي البيئة الحاضنة الأهم والأخطر للتنظيمات الإرهابية في المنطقة..، ويتقاسم رعايتها ودعمها مع حلفاء أساسيين (الولايات المتحدة- الكيان الإسرائيلي..) مع قيام واشنطن بدور ضابط إيقاع لخلافات الرعاية، بحيث تبقيها ضمن شروط استنزاف الجغرافيا السورية والعراقية وصولاً إلى الجغرافيا الليبية.
ومع اسطوانة أردوغان المكرورة عن الخطر الإرهابي الذي يتهدد تركيا فإنّ علاقته العضوية بالتنظيمات الإرهابية مكّنت تلك التنظيمات من الانتشار العابر للحدود، وهددت استقرار المنطقة، ويستمر التهديد مع وجود حدود تركية دافئة للتنظيمات الإرهابية وللمرتزقة.