الثورة ـ تعليق راغب العطيه:
عندما يصبح الارتزاق معلناً على عين العالم كله في الحروب والصراعات، فعندها تصبح هذه الحرب أو تلك خارجة عن كل القواعد التي تحكم العمليات الحربية.
ويعد موضوع المرتزقة في أوكرانيا أنموذجا شاذاً من حيث التشكيل والمهمات، فبينما يتم عادة تجميع وحدات قتالية من المرتزقة الأجانب بشكل سري وخلف الكواليس للقتال في هذه الدولة أو تلك، شاهدنا رئيس النظام الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث بكل وقاحة عن فتح باب الارتزاق للأجانب، معلناً عن تشكيل فيلق خاص بهم، تحت مسمى “الفيلق الدولي للدفاع عن أوكرانيا”.
وفتح المرسوم الرئاسي الذي وقعه زيلينسكي مطلع آذار الماضي أبواب أوكرانيا على جميع مصاريعها أمام دخول المرتزقة والإرهابيين من دون تأشيرة، وبعد يومين فقط أي في الثالث من الشهر نفسه أكد زيلينسكي أن عدد المقاتلين المرتزقة من جنسيات أوروبية وأميركية بلغ 16 ألف مقاتل، في حين صرح وزير خارجيته دميترو كوليبا في نهاية الأسبوع الأول من آذار الماضي لوسائل إعلام دولية بأن عدد المقاتلين المرتزقة في “فيلق زيلينسكي الدولي” قد بلغ حتى تاريخه أكثر من 20 ألف مقاتل من 52 دولة، ما يعني أن عددهم أصبح الآن عشرات الآلاف وربما المئات، بعد أكثر من ثلاثة أشهر من بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا.
بالمقابل توعد الجيش الروسي مواطني الدول الغربية القادمين للقتال ضد روسيا في أوكرانيا بأنه لن يعاملهم كأسرى حرب.
وفي السياق نفسه أعلنت لجنة التحقيق الروسية أنها تعمل في إطار القضية الجنائية المتعلقة بالمرتزفة على دراسة المعلومات المنشورة في وسائل الإعلام الأجنبية حول الأجانب الذين وصلوا إلى أوكرانيا لارتكاب جرائم ضد المواطنين الناطقين بالروسية وسكان دونباس، وذلك من أجل تحديد هوياتهم وتوثيق جرائمهم بحق روسيا.
ويؤكد المراقبون أن المرتزقة الذين توافدوا على أوكرانيا قد غلب عليهم التعامل مع شركات الأمن الغربية، والتي تضم مقاتلين سابقين ومن المحاربين القدامى من الجيوش البريطانية والكندية وغيرها.
وعندما تؤكد صحيفة التايمز البريطانية أن مهندس الحاسوب الكندي “والي” قد خدم مع “الفوج 22 الملكي الكندي” في أفغانستان وسورية والعراق، ويلقب بأخطر قناص في العالم، فإن هذا الأمر يؤكد بشكل قطعي أن أغلبية المرتزقة الذين يقاتلون في أوكرانيا ضد الجيش الروسي هم من الإرهابيين القدماء وفي مقدمتهم “الدواعش” ممن سفكوا دماء السوريين وقبلهم العراقيين، وهم ما زالوا يواصلون إرهابهم حول العالم برعاية مباشرة من الإدارة الأميركية.
ولم يتوقف تجنيد المرتزقة لمصلحة نظام كييف على الغربيين فقط بحسب العديد من التقارير، بل إن هناك مرتزقة أفارقة يتم تجنيدهم عن طريق السفارات الأوكرانية، وكذلك عرب وسوريين يتم تجنيدهم في المناطق السورية الواقعة تحت سيطرة الاحتلال التركي، بالإضافة للمرتزقة العراقيين وغيرهم من الجنسيات العربية ممن امتهنوا الإجرام والإرهاب، وتؤكد تقارير صحفية غربية أن هناك عمليات تجنيد لمواطنين تونسيين موقوفين في السجون الأوكرانية لضمهم إلى “فيلق زيلينسكي الدولي” للمشاركة في الحرب ضد القوات الروسية.
