أردوغان في بئر أزماته.. يصيح لإخراجه من عمق ورطاته الداخلية والانتخابية والاقتصادية … ويرمي حبل التهديدات في سورية الذي انقطع به .. حتى إذا سمعه الرئيس الأميركي جو بايدن يفكر بإنقاذه- ليس حباً بالسلطان العثماني- بل كره بروسيا.
فأردوغان في شكله ومضمونه وتركيبته الإخوانية التي ابتلت فيها تركيا هو أبغض (الحلال) السياسي عند واشنطن، ولكن لا مانع طالما أن الأزمة الأوكرانية لا تزال تحتاج المزيد من التحشيد ضد موسكو، وماقدمه أردوغان من عروض للغرب يكاد يوازي مرور بايدن وأوروبا فوق رقبة “السلطان” مقابل بقائه على كرسي الحكم في تركيا.
لن يجرؤ أردوغان على تنفيذ تهديداته في الشمال السوري دون الضوء الأخضر من واشنطن، وخاصة أن سورية وحلفاءها في طهران وموسكو لن يسمحا للمتزعم الإخواني الذي يتمدد على مساحات الإرهاب في سورية بالتوسع أكثر.. فيراهن أردوغان على رضا بايدن الذي يهمه إزعاج موسكو بعد أن رأى بعينه كيف تتكسر الأسلحة الأميركية كالجوز أمام الجيش الروسي في أوكرانيا، وهو ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
يحاول أردوغان الكشف عن ساقه الجيو-إرهابية لتركيا لإغراء بايدن وتخليه مجدداً عن مرتزقته في سورية من “قسد” وأحلامها الانفصالية.
تبدو أذنا “السلطان” العثماني كبيرتين دونما مفعول حين لا يسمع إلا تهديداته، وهذا هو ضعف الشخصية السياسية والقيادية لأردوغان الذي يسعى فقط لإلغاء انتخاباته بحجة ضرورات الاحتلال للشمال السوري والاستنفار، وربما يوظف أردوغان “بصارات” في الداخل التركي لنشر دعاية تقول: إن الغول قد يبتلع تركيا إذا ما سقط “السلطان” الإخواني في الانتخابات القادمة.