لا يمكن للمتابع للمشهد السياسي العالمي إلا أن يشعر أن ثمة صغاراً كثيرين ممن يدعون أنهم قادة العالم يتصرفون كما اللصوص بل أبعد من ذلك.. هم أساتذة اللصوصية في كلّ ما يقومون به ويعملون عليه.
بدءاً من واشنطن إلى عواصم التبع الأوروبيين الذين ظهر عريُّهم بأشنع الصور.. لا يكاد أحد منهم يتكلم إلا بتوجيه من المشغل الأميركي.
يفرضون العقوبات ويظنون أنهم قادرون على فرض إرادتهم على العالم.
وما يعتزم بايدن القيام به من جولة في العالم من أجل المزيد من فرض العقوبات وحشد التبع ليكونوا بوجه الاتحاد الروسي.
وبايدن ليس وحده من يقوم بفعل الانتهازية هذه، بل ثمة طغاة يرعون الإرهاب ويتاجرون به.. النظام التركي الذي يقوده اردوغان لم يترك وسيلة إرهاب إلا ومارسها.. من ورقة التهجير إلى التغيير الديمغرافي وسرقة مقومات الاقتصاد ونهب الآثار السورية.
واليوم يذهب بعيداً في نواياه العدوانية من خلال ما يقوم به من اعتداءات على الجزيرة السورية وقصف المنشآت والبنية التحتية وتهريب السلاح من أوكرانيا كما تشير التقارير وتسليمه لعصاباته الإرهابية.
وفوق هذا وذاك العمل على سياسة الأرض المحروقة من خلال الاعتداء الدائم على مياه الفرات ودجلة وتقليص الوارد من حصتي سورية والعراق إلى الحدود الدنيا ما جعل التصحر يزحف ويترك آثاره الكارثية على بلاد ما بين النهرين.
ومن المعروف أن الأنهار الكبرى تحكمها قوانين ومعاهدات يجب أن تبقى محترمة من قبل الجميع وهذه مسؤولية الأمم المتحدة التي تقف موقف المتفرج وكأنها غير معنية بالأمر أبداً.
إنها انتهازية الصغار الذين لم يتركوا موبقة إلا ارتكبوها بحق الإنسانية… حروب بأشنع الأدوات التي لم يعرف التاريخ مثلها.