على مدى أعوام وأعوام، وطلاب الشهادة الثانوية بفروعها المختلفة وخاصة فرعها العلمي، يعيشون ضغطاً نفسياً كبيراً.. دورات صيفية ودورات شتوية ومدارس خاصة وجلسات ودروس امتحانية فردية وجماعية، وذلك لصعوبة المنهاج وضخامته، عدة كتب رياضيات ومثلها فيزياء وأخرى للعربي والفلسفة بالنسبة للأدبي…الخ، وضعف الكادر التدريسي المهني الذي يدرسه في أغلب المدارس، ما ينعكس سلباً على الطلاب ويدفعهم دفعاً إلى أحضان الدروس الخصوصية والمدارس الخاصة، غنيهم و فقيرهم، ويبدأ معها استنزاف جيوب الأهالي.
وحاولت وزارة التربية الحد من ظاهرة الدروس الخاصة عبر تعاميم متلاحقة ولكن دون جدوى، بل ازدادت هذه الظاهرة انتشاراً، حيث وصل الأمر ببعض أساتذة الدروس الخاصة المشهورين إلى استئجار صالات الأفراح والأتراح وتحويلها إلى قاعات صفية لتستوعب أعداد الطلاب الكبيرة لإعطاء الجلسات الامتحانية، مستغلين خوف وحرص الطلاب على تحقيق أفضل النتائج.
كل هذه المعاناة وهذا الضغط النفسي الكبير وخوف الطلاب وأسرهم الذي يتكرر على مدى كل هذه الأعوام كما أسلفنا لم يدفع الجهات المعنية للبحث عن حل لتطوير نظام امتحان شهادة البكالوريا، لقد بدلنا وطورنا جميع مناهجنا من الأول الابتدائي إلى جميع المراحل الجامعية، ولم نجرأ أن نقترب ونطور نظام امتحان شهادة البكالوريا… لماذا هذا الخوف من الاقتراب وتطبيق تجارب الآخرين؟.
لماذا لا يكون الامتحان مثلاً على فصلين خلال العام الدراسي؟.. أو لماذا لا تحتسب درجات الطالب على مدى سنوات المرحلة الثانوية الثلاث، أويكفي أن يجتاز الطالب المرحلة الثانوية بشكل عام ويتقدم للكلية التي يرغب التسجيل فيها بموجب فحص تخصصي دقيق بغض النظر عن علاماته في البكالوريا.
فهل نبتعد عن أسلوب التلقين والحفظ للمعلومات أي تحويل الطالب إلى قرص ليزري؟، ونبتعد عن القول إن تطوير نظام امتحان الشهادة الثانوية يقلل من مصداقية الشهادة السورية ومن اعتراف دول العالم بها .
فهل يأخذ المعنيون بالتربية بما يطرح من أراء في هذا الموضوع الهام والمصيري؟!.