الثورة:
قال وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر، إن الغرب بحاجة إلى “إيجاد مكان” لروسيا بعد الأحداث في أوكرانيا، حتى لا تتحول إلى “موقع حصين” للصين في أوروبا.
وأضاف كيسنجر في مقابلة مع صحيفة “التايمز” نقلتها وكالة نوفوستي: “بعد استكمال العملية الخاصة في أوكرانيا، سيكون من الضروري إيجاد مكان لأوكرانيا ومكان لروسيا، إذا كنا لا نريد أن تصبح روسيا موقعا قويا للصين في أوروبا”.
واعتبر كيسنجر أن الولايات المتحدة باتت منقسمة اليوم أكثر مما كانت عليه خلال حرب فيتنام.
وقال ردا على سؤال لصحيفة “التايمز” حول هذه المسألة: “نعم، أكثر مما كانت عليه في حرب فيتنام بما لا يقارن”.
وأوضح كيسنجر أنه في أوائل السبعينيات، كان التعاون بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة لايزال ممكنا، وكانت “المصلحة الوطنية” مفهوما “له معنى” ولم تكن بحد ذاتها موضوعا للنقاش.
ويرى الوزير الأسبق أن كل إدارة في الولايات المتحدة تواجه اليوم “عداء مستمرا” من المعارضة المبنية على أسس مختلفة.
ووفقا لكيسنجر بالنسبة للولايات المتحدة، فإن توقع أن تصبح الصين “غربية” هو استراتيجية لم تعد معقولة، مضيفا أنه لا يعتقد أن الهيمنة على العالم هي “مفهوم صيني”، لكنه يعتقد أن الصين يمكن أن تصبح “قوية” للغاية، وشدد على أن ذلك “ليس في مصلحة” الولايات المتحدة.
وفي حديثه عن الناتو، أشار وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، إلى أنه من المهم الحفاظ على منظمة “تعكس التعاون الأوروبي والأمريكي”.
وأعرب الدبلوماسي السابق عن رأي مفاده أنه من الضروري الاعتراف بأنه ستكون هناك “أسئلة كبيرة” في علاقات الشرق الأوسط وآسيا مع أوروبا وأمريكا.
وأشار إلى أنه ليس من الضروري أن تكون آراء أعضاء حلف شمال الأطلسي متجانسة، مضيفا أن أعضاء هذه الكتلة العسكرية اتحدوا بشأن الوضع في أوكرانيا لأنها “تذكرهم” بـ “التهديدات” القديمة. وفق تعبيره.
هذا وكان كيسنجر قد قال في وقت سابق، إن الوضع في أوكرانيا سيؤدي “بشكل مثالي” إلى تحولها إلى دولة محايدة وجسر بين روسيا وأوروبا.
وأضاف في قمة المنتدى الاقتصادي العالمي في “دافوس”: “منذ نحو 8 سنوات، عندما ظهرت فكرة عضوية أوكرانيا في الناتو، كتبت مقالاً قلت فيه إن النتيجة المثالية ستكون إذا تم تشكيل أوكرانيا كدولة محايدة، كجسر بين روسيا وأوروبا. أعتقد أن الفرصة لا توجد الآن بنفس الطريقة، ولكن لايزال من الممكن تصورها كهدف نهائي”.