تواصل الولايات المتحدة الأميركية سلوكها التصعيدي وعلى مختلف الجبهات التي أضرمت النيران فيها، دون الأخذ بعين الاعتبار حتى اللحظة أن هذه السياسات قد تدفع العالم فجأة إلى الهاوية.
التحذيرات الروسية بالأمس لواشنطن وحلفائها الأوروبيين، كانت واضحة، و تحمل أكثر من رسالة، ولاسيما تلك المتعلقة بالتصعيد الغربي المتعلق في أوكرانيا، حيث لا تزال أميركا ودول أوروبا ترسل المزيد من الأسلحة إلى كييف، ذلك أن الإصرار على التصعيد هو لعب بالنار بحسب ما جاء على لسان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الذي أكد أن ما تقوم به الولايات المتحدة ومعها الغربيين هو لعب بالنار، وله عواقب وخيمة بعيدة المدى.
الولايات المتحدة تذهب بعيداً في اللعب بمصير العالم، والأخطر أن شركاءها الأوروبيين يشعلون لها أعواد الثقاب ويهرولون خلفها بكل غباء وتجاهل لخطورة تبعيتهم المفرطة التي باتت تحكمها المصالح والطموحات الاستعمارية والاحتلالية فقط.
أميركا اليوم ومعها كل حلفائها وأدواتها يعيشون كابوس الهزيمة والاندحار وتراجع القوة والنفوذ وانهيار كل مشاريعهم الاستعمارية والاحتلالية، ولاسيما الكيان الصهيوني، لذلك تجدهم جميعاً في حالة من الهستيريا والجنون والتخبط، وهذا ما يدفعهم للهروب إلى الامام من خلال التصعيد وإشعال الحرائق، كونه هو الطريق الوحيد من منظورهم لكبح التطورات والتحولات الكبرى التي عصفت بكل مشاريعهم الاحتلالية والاستعمارية.
ضمن هذا السياق التصعيدي، يمكن القول بأن المشهد بات يتدحرج بسرعة نحو تطورات أكثر خطورة مما قبل، مع اليقين المطلق من قبل محور المقاومة والدول الرافضة للآجندة الأميركية والغربية، بأن المحاولات الأميركية لإعادة عقارب الساعة إلى حيث كانت مهيمنة ومتفردة في القرار الدولي، باتت صعبة، بل ومستحيلة جداً.