لسنا نبالغ إذا قلنا إن استحداث البطولة الجامعية لكرة القدم في سورية حدث استثنائي، بل وتاريخي، يجب ألا يخضع للروتين الذي تعودنا أن نقتل به أي فكرة مهمة في مهدها، بل يجب إيلاؤها أهمية استثنائية من نمطها حتى تنمو وتزدهر، فجامعاتنا تضم في حرمها عشرات بل مئات الأبطال الحقيقيين الذين لا يحتاجون سوى الاكتشاف.
تكمن أهمية هذا الاستحداث في كونه يصب ضمن سياسة رياضية ضرورية حالياً وهي خطوتان للأمام خطوة للوراء، لماذا؟ لأننا بهذا نكون واقعيين، فالخطوة للوراء شبه حتمية نظراً لما تمر به رياضتنا من صعوبات مادية وبشرية وغيرها، وتعويضها بخطوتين للأمام يعني التقدم بثبات وتلافي الرجوع.
إن البطولة الجامعية أصبحت اليوم جزءاً رئيسياً في إتاحة المجال لأصحاب المواهب الفذة بالظهور والبروز، وكان من المهم أن يكون للجامعات منذ زمن دور في تشجيع الرياضة والتحفيز عليها، كما كان من المهم أن تمتلك الجامعات الأجهزة والأدوات والصالات من أجل تكوين فرق رياضية بمختلف الرياضات وليس كرة القدم فحسب، فهناك من الرياضات ما اشتهرت به دول لم تشتهر بكرة القدم مثل روسيا بالتزلج على الجليد، ورومانيا بالجمباز، والصين بكرة الطاولة وهكذا.
في الدول المتقدمة والتي نكثر الأمثلة منها، تحظى الرياضة الجامعية بمكانة مرموقة فجامعة كبيرة مثل ساوثامبتون سولينت تقدم برامج دراسية احترافية لاحتراف اللعبة الشعبية الأولى، وتدرس علم النفس الرياضي وعولمة كرة القدم وتقدم فرص عمل ممتازة مع الانتساب للأندية والمنظمات المهنية، أما في أميركا فيحصل الطالب المتفوق رياضياً على منح لدراسة ما يرغبه في أرقى الجامعات التي تتهافت عليه لضمه لناديها.
إذاً هي خطوة مباركة للأمام يجب أن تتلوها خطوة أخرى واستدراك ما فاتنا من رياضتنا الجامعية كي نبقى على النسق التقدمي السليم، خطوتان دائماً للأمام حتى نحسب حساب الخطوة للوراء.