واهم من يرى أن حالة الإرباك التي يشهدها الواقع المعيشي والخدمي ليس لها صلة بما يجري على الصعيد السياسي والحرب المستعرة على سورية والحصار الخانق، وإلا فما تفسير ماجرى مؤخراً في مطار دمشق الدولي والعدوان الإسرائيلي والذي تسبب في خروج المطار عن الخدمة جراء التدمير الهائل لهذا المرفق الهام والحيوي…
الاستهداف للبنى التحتية للدولة السورية ممنهج ومدروس لتحقيق أكبر الضرر وأشد الخسائر المباشرة وغير المباشرة، فناهيك عن الخسائر المادية لا يغفل أحد عن الخسائر الطويلة الأمد بالنسبة للدولة ككل وحالة الضغط على السوريين لجعل صمودهم أقسى وأشد ولتصبح القدرة على التحمل والتكيف أقل..
منذ فترة تم استهداف مرفأ اللاذقية واليوم مطار دمشق الدولي بالتزامن مع استهداف حمولات النفط الخام لتحقيق مزيد من التضييق والحرمان والضغط، وهنا يحسب للدولة السورية تحركها السريع لإعادة تشغيل المرافق المتضررة على الرغم من الندرة والقلة في الموارد ومؤخراً تابعت وزارة النقل أعمال الترميم والإصلاح القائمة لعمل الورشات الفنية المتواصلة على مدار الساعة لإعادة تأهيل الأجزاء المتضررة من مطار دمشق الدولي.
وباشرت الفرق الفنية العمل على إصلاح الأجزاء المتضررة من المطار بعد العدوان بساعات.. بينما حولت شركات الطيران بعض رحلاتها إلى مطار حلب الدولي مع تأمين نقل المسافرين من دمشق إلى مطار (حلب) وبالعكس مجاناً، فيما تمَّ تعليق رحلات أخرى، وذلك تفادياً لحدوث أي ارتباكات بمواعيد رحلات المسافرين، وتجنباً لحدوث أي تأخير ريثما يتم الإعلان عن عودة الرحلات من مطار دمشق قريباً.
الإحباط الذي قد يتملك البعض وحالة التخلي عن رباطة الجأش جراء صعوبة الواقع الحالي لن تفيد أو تؤدي لأي نتائج إيجابية والمؤامرة اليوم في مراحلها الأخيرة، وكما قيل في الماضي الشجاعة صبر ساعة فلنتحلى بالصبر والثبات مع الدولة السورية التي أثبتت مسؤولياتها تجاه جميع السوريين…