تطهى في مطبخ الكيان الإسرائيلي “وجبات” التآمر التي تقدم لصهاينة العالم أجمع، وليس لمحتلي فلسطين فقط. كانت أشهى الأطباق في عام 1967 نكبةٌ قصمت ظهر العرب. تبعتها وليمة كامب ديفيد ووادي عربة، أما طبق الحلويات الشهي فكان على مائدة أوسلو.
تتعاون الولايات المتحدة الأميركية مع ربيبتها المحتلة لـ (يافا) المدعوة “إسرائيل” لإشعال حرب عالمية ثالثة، بوادرها باتت واضحة، بعد قيام الأخيرة بمناورات مشتركة مع بعض العرب.
الاستخبارات الأميركية صنَّعت الإرهاب، وأدخلت الإرهابيين للدول العربية، بتشكيلات رسمتها وألقت عليها ظلال أسماء مختلفة، ما بين دولة وأخرى. تكسبها صبغة روحانية تستهوي النفوس البسيطة. لتقودها من خلال سياسة القطيع، فتكون الذراع الطولى التي تضرب الأخ.. بالأخ.
مطية لمكيدةٍ دخلت من خلالها بقواتها وحلفائها إلى كل الدول العربية، بحجة مكافحة الإرهاب. لم تحاربه، بل كانت تمده لوجستياً وعسكرياً بالسلاح والعتاد. مسهلة للمجاميع الإرهابية دورها الوظيفي، الذي يمهد لها لاستكمال ما بدأه يوماً مارك سايس وفرانسوا بيكو برعاية أميركية..
كانت تلك الخطوة الأولى لتقسيم الوطن العربي جغرافياً، زُرِعَ خلالها الكيان الصهيوني، ورماً في خاصرة الوطن العربي، لحين إدخال الإرهاب، بمنظومة تهدف لاستكمال ما بدأته أقلامهم الحمراء والزرقاء لشرذمة الأمة، وكان ذلك. ولكن هذه المرة مباشرة بعد سقوط ورقة التوت.
أصبح الأمر مكشوفاً، الثلاثة صناعٌ مهرة في إنتاج الإرهاب المنظم. لم يحاربوه يوماً، رغم ادعائهم أنهم يقومون بذلك نيابة عن العالم. الحقيقة أنهم أطلقوا كلابهم المسعورة لتنهش الجسد العربي مسخرين الإعلام الذي يمتلك صهاينة العالم سوقه بأشكاله كلها، والغاية إنهاك قوة العرب.
أطلقوا مقولة معاداة السامية، وأخذوا يحاربون أيّاً من ينطق بكلمة حق ويطالبون بمحاكمته.. حتى هيلين توماس كبيرة صحفيي البيت الأبيض لم تسلم من عدائهم.. وكذا المخرج العالمي مايكل مور الذي صنع فيلماً تسجيلياً فضح به بوش الابن وعصابته من أصحاب شركات السلاح.
بوش الشريك الغامض فيها، كشفت حقيقته كلمات هيلين الواقعية، مع اليمين المتطرف الذي يمثله ديك تشيني مروج الجمرة الخبيثة، باع لأجلها ناتج معامله من المضاد الحيوي المكدس في مستودعاته. أما رايس كارهة العرب كشفها فيلم مور الشهير فهرنهايت الذي حصد جوائز عديدة.
المجاميع الإرهابية المجرمة أغبى وأضعف من أن تخطط لعمليات كبرى، إن في الاغتيالات أو العمليات شديدة العنف والبشاعة. لو لم تدعمها أجهزة استخبارات قوية، شيطنتها لإشعال العالم والمنطقة العربية. تخطط لها وتدفع بها لأتون جحيم لا ينطفئ ليصلوا إلى حافة الفناء والتسليم.
مطلوب منهم تسليم المنطقة للقوى التي خططت ودعمت وأشعلت الأرض، على أمل إزالة القائم وزحزحة المستقر وإبعاد المُعْتَرَف به. إلى أن ظهر رئيس الاستخبارات الأميركية السابق معلناً أن المنطقة العربية لن تبقى كما كانت عليه. ستزول منها دول وتتغير حدود، ناتج مطبخ الصهاينة.
المتحدث باسم الحكومة الصهيونية يقول في ذات المعنى، المنطقة ستبقى على صفيح ساخن ونحن لن نسكت، سنظل ننسق مع أجهزة الاستخبارات الأميركية والدول الكبرى، للقضاء على الإرهاب. أكذوبة كبرى يتوجها بقوله، سنتدخل معهم حتى لو اندلعت حرب عالمية لحماية دولتنا.
طهاة مطبخ بني صهيون قدموا أشهى وجبة للصهاينة، الوصفة من كيسنجر، والمكونات من الاستخبارات الأميركية، وأدوات الطهي خوّان العرب، التوابل من الدول الاستعمارية، أما الملح فمن بلاد غيرت أمزجتها، وراحت للتطبيع مع الكيان الصهيوني، كانت يوماً تَدَّعي أنها عربية.