على خلفية الارتفاعات الكبيرة للعديد من المواد والمستلزمات الداخلة في المواد المبيعة داخل المطاعم وعدم انتظام وصول المازوت والغاز الصناعي وبالتالي اضطرار العديد من هذه المطاعم لتأمينها من السوق السوداء وبأسعار كبيرة جداً مقارنة مع الأسعار الرسمية فقد تم رفع أسعار السندويش والمشروبات والأراكيل والمعجنات في المطاعم الشعبية.
أدى ارتفاع أسعار المواد الغذائية المتواتر والمستمر دون توقف في الفترة الأخيرة إلى خروج الكثير من السلع الغذائية من سلة استهلاك المواطن اليومية، وعلى رأسها الأكلات الشعبية كالفلافل والحمص والفول والمسبحة… إلى آخر قائمة هذه الأكلات الشعبية المعروفة، حيث وصلت أسعارها إلى الحد الذي لم يعد المواطن قادراً على شرائها، وهي التي كانت ملجأه في الأزمات والشدائد، فقد وصل سعر قرص الفلافل إلى مئة وخمسين ليرة عند بعض المطاعم، ووصل سعر سندويشة الفلافل إلى ألفي ليرة، وفي بعض المطاعم إلى ألفين وخمسمائة ليرة، إضافة إلى خروج ما يعرف بمؤونة الشتاء من بازلاء وملوخية وفول وغيرها من خضار الصيف من قائمة اهتماماته أيضاً لغلاء أسعارها وانقطاع الكهرباء لفترات طويلة وانعدامها في بعض المناطق كلياً.
لقد ترك ارتفاع الأسعار المتوالي وعلى مدار الأعوام السابقة بصماته على المواطن صحياً ونفسياً، رغم جميع التصريحات والوعود عن ضبط الأسعار، لذلك يجب محاولة إبقاء شريحة المأكولات الشعبية على الأقل ضمن قدرة المواطن المادية على تناولها وذلك من خلال قيام الجهات المعنية على سبيل المثال بشراء المواد المكونة لهذه الأكلات من التجار وبيعها بأسعار مدعومة لأصحاب المطاعم الشعبية، إضافة الى انتظام وصول المازوت والغاز الصناعي لها وهذه الإجراءات وحدها كفيلة بخفض أسعار هذه المأكولات بشكل كبير، قصارى القول يجب دائماً وخاصة في الشدائد والأزمات استنباط أفكار خلاقة يكون أثرها الايجابي سريعاً على حياة المواطن.