الثورة – تقرير منهل إبراهيم:
بالرغم من التصريحات الغربية النارية ودعمها لكييف بالسلاح والمرتزقة، يلعب الغرب من تحت الطاولة باستمرار وفقاً لمصالحه، وحين إفلاسه ويأسه من شركاء تحرق أوراقهم أو تهزم جيوشهم في مواجهة خصومهم.
استقالة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون تأتي في سياق الفشل الداخلي والخارجي، خصوصاً في أوكرانيا، فالغرب المنخرط في الحرب ضد موسكو يريد الخروج من ورطته وغوصه في المستنقع الأوكراني، وهو في الطريق لإجبار كييف على تقديم تنازلات في الأرض والسياسة والانخراط في تسوية دبلوماسية.
وربما تخالف الوقائع على الأرض والنتائج توقعات البيت الأبيض بأن استقالة جونسون لن تغير شيئاً في دعم الناتو لأوكرانيا، مع أن المزاج العام البريطاني يريد الخروج سريعاً من تبعات الحرب ودعم حليف خاسر في الميدان.
واشنطن تخطت حدود الدبلوماسية وتكلمت باسم لندن على لسان المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، التي أكدت أن استقالة جونسون، لن تؤثر على استمرار عمل الناتو في دعم أوكرانيا، لكن التسريبات الإعلامية والسياسية تقول إن دول الغرب باتت تسعى لتسوية سياسية تجبر من خلالها حليفها الأوكراني لتقديم تنازلات، تبجح في وقت سابق الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلنسكي بأنه لن يقدمها ولن يتنازل عن أي أرض أوكرانية.
هذا، وتظهر استطلاعات الرأي أن أكثر من نصف البريطانيين يعارضون سياسات جونسون وسلوكياته المدمرة في الداخل والخارج البريطاني.
وكانت روسيا قد أرسلت في وقت سابق مذكرة إلى دول الناتو بسبب إمداد أوكرانيا بالأسلحة، فيما أشار وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى أن أي شحنة تحتوي على أسلحة لأوكرانيا ستصبح هدفاً مشروعاً لروسيا.
وصرحت وزارة الخارجية الروسية بأن دول الناتو “تلعب بالنار” من خلال تزويد أوكرانيا بالسلاح، في حين أشار دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئاسة الروسية إلى أن ضخ أوكرانيا بأسلحة من قبل الغرب لا يساهم في نجاح المفاوضات الروسية الأوكرانية وسيكون له تأثير سلبي.
وفي سياق الإصرار الروسي على مواجهة الدعم الغربي لكييف بكل الوسائل وإشارة إلى نيات الغرب في الجنوح نحو تسوية سياسية تقدم فيها تنازلات أوكرانية، أكدت صحيفة فرنسية أن الغرب مستعد لإجبار أوكرانيا على التنازل عن أراض لروسيا.
وكتبت بوابة “أغورافوكس” الفرنسية تقول إن الغرب غير موافقه عما يحدث في أوكرانيا، وهو مستعد لإجبار كييف على تقديم تنازلات ترابية من أجل تسوية دبلوماسية للعلاقات مع موسكو.
الصحيفة أوضحت أن وسائل الإعلام في الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي اضطرت لتتوقف عن تكرار الأكاذيب عن “إخفاقات” موسكو، مشيرة إلى أنه “لم يعد بالإمكان إنكار أن بوتين كما يظهر، سيهزم ما تبقى من الجيش الأوكراني في دونباس”.
ولفتت البوابة الفرنسية إلى أن نجاحات روسيا غيرت أيضا بشكل كبير موقف السياسيين الغربيين، المستعدين الآن لتقديم تنازلات مع الجار الشرقي، على الرغم من أن هؤلاء في وقت سابق في المجتمع الأوروبي الأطلسي أدلوا فقط بتصريحات قاطعة مناهضة لروسيا.
وفي هذا السياق، قالت الصحيفة: “النتيجة تتمثل في أن المزيد والمزيد من السياسيين الغربيين (بدءاً من كيسنجر، الحكيم العجوز، (وزير الخارجية الأمريكي الأسبق)، يدعو إلى (وقف إطلاق النار)، من أجل (مفاوضات سلمية) مع بوتين، حتى لو كان ذلك يعني إجبار أوكرانيا على تقديم تنازلات إقليمية”.
وكان كيسنجر قد دعا في وقت سابق في كلمة ألقاها في منتدى في دافوس، الغرب إلى التأثير على كييف لاستئناف المفاوضات مع موسكو.
