من يدخل في أعماق المجتمع الجزائري يدرك مدى تمتع الشعب الجزائري بالغيرة على التعاون العربي و حرصه على تمتين العلاقات العربية – العربية.. خاصة و أن الجزائر عانت الويلات من احتلال فرنسي غاشم استمر لعقود طويلة.. دمشق بالمقابل التي وقفت إلى جانب الجزائر و قدمت لها المساعدة ضد الاحتلال الفرنسي وفتحت أبوابها للمقاوم عبد القادر الجزائري ليمتزج الدم السوري و الجزائري…
الجزائر و سورية عامود جبهة الصمود و التصدي و التي تشكلت لتكون عنوان المقاومة ضد العدو الصهيوني و التي لعبت الجزائر فيه دوراً رائداً من خلال دعمها اللامحدود لسورية في حرب تشرين التحريرية..
الولايات المتحدة الأميركية تدرك أهمية الجزائر و دورها في لم الشمل العربي و احتضانها لمشاريع الجامعة التي تهم العرب جميعاً..
من هنا كانت الحرب الإرهابية التي تعرضت لها الجزائر بداية التسعينات من القرن الماضي و التي تحاكي الحرب الإرهابية التي تشن على سورية اليوم برعاية و تخطيط أميركي و أدوات عربية لطالما كانت الخنجر الموجه للظهر العربي..
سورية آنذاك وقفت مع الجزائر و قدمت لها المساعدة في هذه الحرب الإرهابية الأميركية الصهيونية التي كانت تهدف في أساسها إلى القضاء على الدور الجزائري الهام في مقاومة المشروع الأميركي..
اليوم تثبت الجزائر مرة أخرى حرصها على المصلحة العربية من خلال وقوفها مع الحق السوري ضد الحرب الإرهابية المركبة التي تعرضت لها بمساعدة الخنجر العربي المسموم..
حيث شكلت الزيارات المتبادلة بين وزيري خارجية البلدين بوابة حقيقية لرأب الصدع العربي خاصة أن الجزائر على أعتاب استقبال الرؤساء العرب في قمة عربية تحاول و تسعى لتكون قمة الوفاق و تفعيل العمل العربي المشترك و التي تشكل سورية محوره و بوصلته الأساسية..
مهما يكن من نتائج.. و سواء حضرت سورية اجتماعات القمة العربية أم لا.. إلا أنها ستكون قمة سورية بامتياز..
سورية التي فتحت أبوابها لجميع العرب أثناء أزماتهم لن تعامل هؤلاء بالمثل و ستبقى أبواب دمشق مشرعة أمام جميع العرب إيماناً منها بالعمل العربي المشترك وصولاً إلى الوحدة التي ينشدها كل عربي أصيل..
أما الجزائر التي كان للأستاذ السوري دور هام في تعليم أطفالها اللغة العربية و التي حاول الاحتلال الفرنسي طمسها ستبقى على الدوام بلد المليون و نصف شهيد و التي قدمتهم على مذبح حريتها و استقلالها و عروبتها.